عند نشر أي خبر عن تشكيل الفيلق الدولي لمحاربة روسيا في أوكرانيا ووصول بعض المقاتلين إليها، يعلق بعض الأصدقاء السوريين بعكس الشجون والمرآة السورية على ذلك، من مثل لو قدموا إلى سورية لتم وصفهم بالإرهابيين، و لوجهة نظرهم فيها بعض الحقيقة والصحة..
ولكن هنا لا بد من القول، بأن أوكرانيا شكلت نقطة استقطاب دولي وواجهة لما يتبعها من احداث لاحقة، فالأمر لا يتعلق بأوكرانيا وحدها بل يمتدالخطر الروسي إلى دول أخرى كدول حلف شمال الأطلسي والأتحاد الأوروبي.
أي ستطرق النيران الروسية أبواب اوروبا و تحرقها بلهيبها، مما سيشكل تمهيد لاندلاع حرب عالمية ثالثة، و لتجنب حدوثها و تجنب التمدد الروسي و تجنب المواجهة المباشرة مع روسيا، كان الحل، يتمحور حول تشكيل الفيلق الدولي لمحاربة روسيا في أوكرانيا ووضع حدا لها و لجم طموحها التوسعي من خلال إغراقها في مستنقع لن تخرج منه إلا ضعيفة هزيلة متأكلة القوى و مستنزفة الطاقات.
دون خوض غمار الحرب المباشرة معها، التي قد تؤدي لتحطيم العالم بمجملة و في أحسن الأحوال غالبية الكرة الأرضية حيث ستحرق بالنيران النووية، لذا نرى بأن غالبية الدول الغربية تجود بمساعداتها المالية و التسليحية و مقاتليها على أوكرانيا لا لشيء سوى لاعتبارها من قبل هذه الدول بأنها خط الدفاع الأول عنها، مما سيطالها مستقبلا فيما إذا تمكنت روسيا من إبتلاع أوكرانيا بسهولة دون اي غصة، و هذا ما تعززه العقوبات الاقتصادية و التكنولوجية و السياسية و غيرها و….و حتى الرياضية الدولية المفروضة، التي ستفرض على روسيا ومن يدعمها كبيلاروسيا ويعزز قوتها، أو سيكون متنفساً لها لمساعدتها في التهرب من العقوبات.
لذا نستطيع القول بأن الفيلق الدولي لمحاربة روسيا لن سيكون تشكيله بعيدا عن المهنية والاحترافية، خاصة وأنه سيضم مقاتلين مدربين مهرة، لهم باع كبيرة في خوض المعارك العسكرية.
تقف خلفه تلك الدول، التي تقدم بسخاء أسلحتها النوعية المتطورة ليستخدموها هم ( مقاتلوها المتطوعين ) في الساحة الأوكرانية؛ بصفة غير رسمية ودون تعريض بلادهم لمخاطر التماس العسكري المباشر ودون اي تبعات مع روسيا.
و بالعودة إلى الميدان السوري، نقول بأن الثورة السورية لم تكن بيوم من أيامها الطويلة وهي على ابواب انتهاء عامها الحادي عشر بحاجة لرجال من خارج حدودها.. ولا ينقصها الرجال و الرجولة بل استنزفت النظام الطائفي القاتل المجرم وسيطرت على أكثر من ٧٠% الأراضي السورية.
وكانت ابواب دمشق مطوقة بشبه كامل من قوى الثورة مما دفع النظام الطائفي القاتل المجرم للاستنجاد هو بإيران و حثالات الأرض من الميليشيا وبالاستنجاد بروسيا لتخوض الحرب مباشرة ضد الثورة و الثوريين و الحاضنة الثورية و لتساهم في قضم المناطق المحررة بالقوة العسكرية المترافقة باللعبة السياسية من خلال آستانة و سوتشي و اللجنة الدستورية و غيرها…
بينما تدخل وقدوم المقاتلون الأجانب من أصحاب الإيديولوجيات العابرة للحدود و أصحاب مشاريع الخلافة والإمارات والدول الإنفصالية من مثل القاعدة و تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) وتنظيمي pkk’ pyd و صيصانها.. فلقد كانت عبئا ثقيل الظل أودى بالثورة و ثورييها في مقتل وطرحوا مشاريع تحرير المحرر وهذا ما مكنهم من السيطرة على الأراضي السورية المحررة من النظام الطائفي القاتل المجرم.. دون اي مواجهة معه او مع داعميه و أقاموا دولهم و إماراتهم وإداراتهم الذاتية.
بالمقابل تخلصوا بالقتل و التهجير و السجن الثوار و الأحرار الذين حرروا الأرض ….. و لعل أخطر تهمه حاليا في إمارة الجولاني هي تهمة ناشط ثوري، التي تودي بصاحبها في غياهب السجن، الذي لن يعرف متى ستفتح ابوابه ليصبح طليقا مجددا.
نعم الثورة السورية لم تكن ولن تكون بحاجة لمقاتلين أجانب لتحريرها من النظام الطائفي القاتل المجرم و داعميه، بل تحتاج لدعم غير مشروط و لبعض الأسلحة النوعية، التي تمكنهم من تحييد الطيران و لجم فاعليته و مضادات الدروع مما يساهم بشكل كبير تحقيق النصر المؤزر.
ولن ننسى أيضا ضرورة وجود قيادة ثورية مخلصة، بعيدا عن معارضة التسلق والانبطاح والتهاون و الثروة و للحديث شجونه و آلامه الطويلة و متاهاته، التي لا مجال للخوض فيها في هذه العجالة .