بقلم: عبد الكريم محمد
على ما يبدو أن كل ما يشاع عن حالة الاستقرار المنتظرة، مجرد بدعة من بدع الرمي بالودع لا أكثر.. خاصة وأن كل ما نراه من تحولات تأخذنا نحو المجهول.
بعضهم يرى أن كل ما يجري مجرد لعبة بهلوانية، هدفها إيهام العالم بحجم الأزمة لتعميم حالة الذعر من القادم المجهول، الذي يسمى غولاً.. ليتسنى فيما بعد تنفيذ كل ما رسمه هؤلاء اللاعبين في مقدرات الشعوب على هذه الأرض بسهولة ويسر ودون عناء يذكر.
بينما يذهب بعضهم الآخر للقول: أن ما يعيشه العالم من أزمات، حقيقة لا يمكن إغفالها أو القفز عنها، وأن هذه الأزمة جاءت نتيجة لأزمات بنيوية، اقترنت مع حالة الموات التي فرضتها نتائج الحرب العالمية الثانية، والتي باتت منذ ما قبل العام 2000 في ذمة الماضي، ولم تعد تصلح للبناء عليها منظومات دولية، مستدامة أو حتى شبه مستدامة.
حقيقية ليس هنا يكمن بيت القصيد، فقد بدأت حالة المراكمة المعرفية عند شعوب الأرض، تأخذ دورها في الدفع قدماً نحو الهدف الأساسي والرئيسي، القائل: بأنه لا بد من تمتع الشعوب بثرواتها، دون التحكم بها بالاستشعار عن بعد، عبر وسطاء أو عملاء محليين على شكل أنظمة وطنية أو شركات وسيطة..
بالمقابل ما كان العالم والساسة وعلماء الاجتماع يعتقدون بأن العالم الرأسمالي قادر على ترميم نفسه، أو انتاج ذاته مرة تلو الأخرى، قد ولى إلى غير رجعة.. وأن ما يشهده العالم والولايات المتحدة والحروب المفتوحة، بما في ذلك الحرب الروسية – الأوكرانية تؤكد من جديد، أنه بات لزاماً على العالم، العمل على إيجاد منظومة دولية غير تلك التي كانت.
وأن ديمومة التسويف والانتظار ولعبة العصا والجزرة، قد ولت إلى غير رجعة.. وأن المطلوب حقاً هو إيجاد حلول لما كانت قد فرضته لعبة الأحلاف القذرة، التي قامت على أفعال الخسة والدسيسة.
دون ذلك كل ما نسمعه مجرد مضيعة للوقت، لتصبح الحلول فيما بعد أكثر تعقيداً، وتحمل بين ظهرانيها الكثير من المخاطر غير المحمودة بنتائجها على الإطلاق، وغير السارة التي ستكون وبالاً على البشرية جمعاء بلا استثناء.