بقلم: عبد الكريم محمد
إنها لمن السخرية أن تبقى بعض الدول تبحث عن أحلاف مهترئة عفى عليها الزمن، لتجد فيها ضالتها واستمرارية سيطرنها على مقدرات الأمم والشعوب.. بل أنها هي نفسها من طرح مقولة العالم قرية كونية، وأنه لا يحتاج لذات الأدوات البالية، التي دمرت الاقتصادات وأزهقت مئات الملايين من أرواح البشر.
اليوم حقيقة يحتاج العالم والبشرية جمعاء، إلى علاقات تنافسية شريفة تقوم أساساً على مفهوم الحفاظ على المصالح والتبادلية، المحكومة بشيء من العدل والنزاهة البينية.. بل والمساهمة في بناء نظم ديموقراطية حقيقية، تكون العدالة الاجتماعية معياراً للقيم، وليس نهب الشركات والعصابات المحلية المتحالفة مع العصابات العابرة للحدود..
البعض القوي والمهيمن، يجد بفائض قوته الضمانة لديمومة سلوكه غير الأخلاقي تجاه شعوب الأرض، بينما نحن بالمقابل ندرك، أن هؤلاء يعيشون أمراضاً باتت عصية على الحل وحتى على إدارة الأزمات.. فلا روسيا ولا أمريكا ولا الصين وفرنسا وبريطانيا، قادرون على حل مشكلاتهم المركبة الداخلية، فكيف لهم والأمر كذلك أن يقوون على إيجاد حلول ناجزة للمشكلات الدولية، التي تقبع على فوهة بركان، لا يعلم أحد متى سينفجر؟!
ولعل الحلول الحقيقية يعرفها القاصي والداني، بل ويعرفها الوزير والملك والأمير، سيما وتعرفها الشعوب قاطبة، بأن الخلل يكمن في رأس الحوت المتعفن والنتن، وأنه دون معالجة ذاك الخلل وتنظيف الرأس من النتانة، لا يمكن للبشرية أن تخلق عالماً آمناً، يحظى بالأمن والسلم الاجتماعي على الكوكب.