بقلم: عبد الكريم محمد
الكل يدعي لنفسه معرفة ما الذي سيكون عليه العالم، بعد كل هذه الأزمات والصراعات المفتوحة على غاربيها.. استناداً إلى عقلية المؤامرة، التي يحملها جميعنا كترياق لديمومة الحياة.. بل أكثر من ذلك أن غالبيتنا يتجرأ على إطلاق أحكام القيمة، ليعطي النتائج النهائية وفق المخطط الذي رسمه خياله المتقد..
ليس مهماً ما نرسم أو ما نخطط أو ما نتوقع للغد المشرق من وجهة نظر البعض، والرمادي أو المظلم من وجهة نظر البعض الآخر.. ما يهمنا حقيقة قوله، أن العالم اليوم يسير كقارب واهن في المحيط الواسع المتلاطمة أمواجه.. دونما مجذاف أو بوصلة أو أشرعة، قد توصله إلى شاطئ الأمان..
وأن المفاجآن غير السارة هي من تحيط بهذا القارب غير المحظوظ، خاصة وأنها، المفاجآت، تتغلب في حجمها وقوتها على ذاك القارب المسكين، الذي فقد الدليل في لحظة، دونما مقدمات تشي له بلحظة بدء حالة الضياع المترافقة مع بداية فقدان الأمل باستمرارية رتابة العيش، التي كان يألفها في البحيرت الهادئة..
اليوم كل ما نشهده من حراك ونسمعه من ضجيج على وسائل الإعلام، ليست سوى محاولات يائسة، لتهدئة روع البشرية والنخفيف من المخاوف، التي باتت واقعاً، بعد أن اقتحمت الحدود الوطنية، لتصل إلى غرف نوم الشعوب من دون استثناء.. بل سكنت أسرة مدعي صناعة السياسات لتقضد مضاجعهم، وأن الخوف الحقيقي من الغد بات بادياً على كل هؤلاء..
فلا العظيم بايدن ولا العظيم بوتين ولا القيادات الصينية والأوروبية واليابانية وغيرها، تمتلك الحلول السحرية كما تدعي وتنسب لنفسها المعرفة، في وسائل إعلامها المملوكة والقائمة على خدمتها على مدار ال24 ساعة..
ليذهب بعضهم في تقديم المشورة والنصيحة، بمحاولة استخدام الخيار النووي المسقف، في بقعة من بقاع العالم المترامية أطرافه، ليتسنى لهم إعادة ترتيب العالم من جديد بالسير على هدى الحرب العالمية الثانية، التي كانت هوريشيما وناغازاكي اليابانيتان هما الحل.. بينما غاب البعض الآخر، ليدخل في الموت السريري لمجرد سماع مثل هذه المشورة، كبوتين وبايدن وكل ملحقاتهم..