بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
غالبية الفصائل الفلسطينية التي التقاهم بشار الأهبل هم من صنيعة النظام الطائفي القاتل المجرم لتكون أدوات رخيصة بيده للمتاجرة بفلسطين و القدس و قضيتها و لحرف مسار القضية لغير ما يريده الشعب الفلسطيني و للضغط على منظمة التحرير آنذاك للدوران في دوامة التناقضات البينية و استهلاك جهدها العام في تناقضات إيديولوجية لا تخدم القضية و تشرذم القوى و تحرف بوصلة البندقية..
لتوجه بعض البنادق لصدور الفلسطينيين في اقتتال داخلي و صراعات فصائلية لذا طرح فلسطينيا آنذاك شعار وحدة البندقية الفلسطينية نتيجة هذه المتاجرة للحد التي وصف فيها الختيار ياسر عرفات حافظ بالعميل و الخائن لفلسطين و قضيتها، ففي خضم الاستهداف الإسرائيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية وللبنان حاضنتها آنذاك شق حافظ وحدة المقاومة الفلسطينية وأعلن من دمشق عن فتح الإنتفاضة بقيادة أبو موسى، وهكذا حال مختلف الفصائل المرتبطة بالنظام الطائفي القاتل المجرم، و هذا ما لمسنا دما مراقا كشعب سوري أثناء تفجر ثورة الحرية والكرامة في ٢٠١١/٣/١٨ م على أيدي هذه الفصائل كونها أذرع أمنية و عسكرية بيد النظام .
أما حماس فهي تدور في الفلك الإيراني و توجهه بشكل علني و قرارها مرتبط بطهران فمن يدفع يأمر و من يمتنع عن تنفيذ الأمر ينقطع شريان تمويله ، و لقد رأينا موقفها الأخير أثناء الاستهداف العدواني الإسرائيلي لغزة حيث استهدفت فصيل الجهاد الإسلامي فكان موقفها لا مبالي من القنابل و الصواريخ الإسرائيلية المنهمرة على غزة ، بل إدانتها كانت خجولة و في العموم من باب رفع العتب.
و هنا نقول عن لقاء الفصائل الفلسطينية مع الأهبل بشار ما جاء في الأمثال الشعبية بأنه “التم المتعوس على خايب الرجا”، فلو الأهبل يستطيع تحقيق أي مصلحة لفلسطين والقدس وقضيتها لقدم لسورية وشعبها وهو غير قادر على ذلك، و لا يمتلك من القدرة على حماية نفسه والسيادة الوطنية والهجمات والاستهدافات الإسرائيلية تطال الأراضي السورية بشكل روتيني دون أي رادع.
بل تحولت السيادة السورية في ظل نظامه الطائفي القاتل المجرم مزقا يتطاول عليها وينال منها حثالات الأرض، التي طلب تدخلها لإنقاذه والحفاظ على كرسي حكمه عدا عن سيطرات الدول على جزء كبير من الأراضي السورية كمناطق نفوذ و سيطرة لهذه الدولة أو تلك، وصدق المثل القائل بأنه “لو حجا بده يعمر عمر دياره”، و هو المعزول دوليا وعربيا و شعبيا كونه قاتل مجرم.
واقتصاده يعتمد اعتمادا أساسيا على تصنيع المخدرات وترويجها وتهربيها كأي زعيم مافوي خارج عن القانون، فهذه حاله فماذا سيقدم لفلسطين و قضيتها ؟!!!
لا أظن تقديمه لمن يتعاون معهم سوى العار والخزي والندم وزيادة تلوثهم تلويثا مع بعض الضحكات البلهاء كعادته و خطاب خشبي مستهلك باسم المقاومة و الممانعة و استمرار القضية الفلسطينية، التي حولها وأمثاله لقضية هامشية لا تستخدم إلا كورقة تدغدغ مشاعر العرب والمسلمين أثناء تجارة لئيمة بالقدس و فلسطين و هو أبعد ما يكون عنهما.
فمن استباح الدم السوري و هدره و دمر سورية و حولها لخرابة كبيرة من الأنقاض و هجر شعبها و قتله و كذلك حال الفلسطينيين السوريين ومخيماتهم و تجمعاتهم السكنية و بيوتهم، لن ينقذ فلسطين ويكون سنداً و عوناً و نصيرا لها، فخاب مسعاكم و خبتم لا يمن تترجون “الدبس من خلفية النمس”.
أما إذا ما أردتم حقيقة يا أيتها الفصائل الفلسطينية المتناحرة العمل الجاد لقضيتكم وتحقيق أهداف وأماني الشعب الفلسطيني سوى ترتيب بيتكم الداخلي ونبذ الفصائلية والمصالحة مع الذات اولا مع بقية مكونات الشعب الفلسطيني.. و تنظيم صفوفكم ككتلة سياسية وعسكرية وإيديولوجية واحدة والبحث عن مخرج مشرف يحقق حقوقكم ومطالبكم العادلة بعيدا عن التجاذبات البينية، والأولى بالنسبة لمصالحة حماس مع الأهبل التصالح مع فتح و منظمة التحرير الفلسطينية فهي أجدى و تعطي زخما لفلسطين وقضيتها من العبث بدم الشعب السوري و تضحياته في سبيل حريته وكرامته.
فأين هو التاريخي والإيجابي والمجيد ياحية باللقاء مع من لفظه التاريخ و لن يذكره إلا كقاتل مجرم طائفي معتوه أهبل دمر سورية و شرد شعبها و قتل جزءا كبيرا منه؟