Opinions

الحمادي يكتب.. رسالة للسوريين وصراع الهوية

بقلم: أحمد خليل الحمادي

ندرك تمام الإدراك ما تعرض له الأكراد من ظلم و طغيان و قهر و استبداد، وهدر لكرامتكم في ظل النظام الطائفي القاتل المجرم كجميع مكونات شعبنا، مما دفعنا للقيام بثورة الحرية والكرامة لنعيد الأمور في بلدنا لنصابها الطبيعي..

ونتخلص من كل المعوقات، التي تقف بطريق عيشنا الحر الكريم وتؤسس لعقد سياسي قانوني عام، يقام بموجبه نظام يحقق حرية وكرامة شعبنا، ليكون كما بقية شعوب العالم التي تتمتع بكامل حقوقها.الإنسانية.

 وبكل أسف شديد نقول، أنه وأثناء محاولتنا هذه، سيطر على قراركم و حدد توجه الكثير منكم عصابات عابرة للحدود تمثلت بميليشيا pkk’pyd وغيرها مستغلة ظروف الثورة و ما حققته من إضعاف النظام الطائفي القاتل المجرم، وتنحت جانبا عازلة جزء عزيز و غالي مهم و كبير من شعبنا عن ركبها؛ منتهزة الظروف الطارئة لجهة العمل على انجاز مشروعها الخاص، بعيداً عن المشروع الثوري العام.

 وأحدثت ما يسمى الإدارة الذاتية لقوات سورية الديمقراطية ( قسد )، وبسيطرة مطبقة من ميليشيا pkk’ pyd ، فمزقت مقدرات شعبنا و شتت قواه و هدرت طاقاته، التي كان يجب ان توجه جميعها نحو تحقيق الهدف العام الجمعي للشعب السوري، المتمثل بالخلاص من النظام الطائفي القاتل المجرم و تراكماته و آثاره و تبعاته.

وانسقتم بأغلبكم مرغمين بدون حول و لا قوة خلف هؤلاء في تخبط عام، لتضعوا أنفسكم للأسف في دوامة النار، وهذا ما لانريده لنا جميعا، فالثورة قامت لتعزيز وطننا الحبيب و قوته ومنعته و سؤددة و تطوره و ازدهاره، و تحقيق أفضل شروط الحياة الحرة الكريمة لا لتمزيقه وتحويله لكانتونات متناحرة كما يجري حاليا او كما يسعى البعض لفرضه بالقوة.. وفي معادلات القوة لن تكونوا إلا أول الخاسرين.

 وبالطبع الخسارة شاملة و عامة على الجميع، ولكنكم الأكثر خسرانا، بل تعرفون بقرارة أنفسكم ذلك، و مشروع صراعكم هو صراع الهوية و عليها، ولستم وحدكم في هذا بل طال جميع مكونات شعبنا.

 نعم لقد ولد هذا النظام الطائفي القاتل المجرم بسياساته الإجراميه الخبيثة في بلدنا، صراع الهوية في ظل طغيانه و استبداده على صدى انفجار براميله و صواريخه و قذائفه وأسلحته الكيميائيه، مما دفع الجميع للبحث عن هويته و مزاياه و مميزاته و اختلافه عن الآخر، ليصنع له هوية ذاتية تحقق آمنه و استقراره، وأنتم لستم استثناء فلقد طال صراع الهوية الجميع إلا من رحم ربي.  

فظهر مشروعكم و المشروع السني و الداعشي و الدرزي و العلوي و التركماني و الشيعي والمشاريع المناطقية و الجنوبية و الشمالية و الشرقية و الغربية و الفصائلية و موالاة ومعارضة وأقلية و أكثرية و العشائرية .. حتى على نطاق القرية الصغيرة انعكس صراع الهوية بين مكوناتها فظهرت العشائر و العائلات و الافخاذ و الكراعين و الجميع يريد إثبات وجوده من خلالها و ليحافظ على أمنه و آمانه و سلامته.. ليتحاشى الاحتراق الذي وضعنا فيه النظام الطائفي القاتل المجرم، والذي هدف من خلاله إضعاف جميع مكونات الشعب، ليبق على قمة خراب البلد و دماره .

السؤال الذي أطرحه عليكم و على كل سوري، ما الذي حققتموه من صراع الهوية؟

انا سأقول لكم إجابتي، كونني أحد السوريين و يعنيني ذلك وكوني من طرح السؤال : تم شرذمة جهودنا و تشتت قوانا و ضعفنا و هدرت طاقاتنا و تهجرنا و تشتتنا و قتلنا و اعتقلنا و دمرت بيوتنا وعم الدمار بلدنا و قضمت أرضنا، التي حررناها بدماء الشهداء و تضحيات شعبنا و لم نحقق للآن أهدافنا و لا أمانينا و أمننا آماننا و طموحاتنا بل جرت علينا مزيدا من المعاناة والشقاء و الدماء و الدمار و الخراب؛ و كل ذلك نتيجة خوضنا في غمار و نار صراعات الهوية الطاحنة.

ولا بد ان ننوه هنا بأن الاستناد على الدعم الخارجي من قبل هذه اول أو تلك كمن يتعلق بقشة في محيط عاصف هادر قاتل، أو كمن يركض وراء السراب في صحراء حارقة، نعم فالدول تحدد بوصلة سياساتها الخارجية حسب ما تقتضيه مصالحها، توطئة لتحقيقها في الظروف المتاحة.. و بأحسن الظروف في إطار فن الممكن ، لذا يقال لا صداقة دائمة و لا عداوة دائمة بين الدول ، و المتحكم بوترة ذلك المصلحة و تحقيقها و أنتفائها ، و لنا من درس انتخابات شمال العراق على تقرير انفصاله خير مثال.

وهنا نقول لقسد و بكل شفافية : لا تظنون بأنكم أقوياء بل ضعفاء، وهشاشتكم ظاهرة و بادية للجميع، فمكون قواتكم نسبته الكبيرة لنا ( عرقيا كما تفكرون ) و الأرض أرضنا في غالبيتها فمعروف من أصحابها و من يتملكها، و التهجير القسري لن يزيدكم إلا احتراقا، وورقة وتمثيلية داعش واللعب بنارها مكشوفة و واضحة و جلية لأبسط البسطاء، و بندقيتكم صدئة مأجورة طفيلية، وهذا ما ظهر من خلال النداءات التي وجهتموها للدول لمساعدتكم ضد ظهور وعودة داعش، الذي ساهمتم فيه لإعادة ظهورها لواجهة الأحداث بغباء منقطع النظير و بتمثيلية حارقة، ستكونون من أوائل من تكتون بنارها.

لذا نقول لكم عودوا إلى صوابكم، عودوا لشعبكم و ثورته ، داعش عدو للثورة كالنظام الطائفي القاتل المجرم و داعميه تماما.. ضعوا أيديكم بأيدينا، فنحن لسنا أعداء و الكرد منا و نحن منهم كسوريين، كسوريين، بهويتنا الوطنية الجامعة الموحدة المعبرة عنا جميعا، التي تحقق ذاتنا وحقوقنا على أساس المواطنة والقانون في دولة الوطن و المواطن و القانون.

 أما بالنسبة لنظام الحكم العام، الذي ستدار به سورية فلن يستأثر بتقريره أحد و ليس بيد أحد على الاطلاق، بل هو بإرادة الشعب السوري بأكمله، وهو من سيقرر النظام العام للدولة السورية المستقبلية بعد انتصار الثورة.

 وأعيد و أكرر هذا قرار الشعب بمجموعة، و لن تتفرد مجموعة أو مكون في اتخاذه بل كلنا كسوريين من سيساهم بذلك، لذا لنضع أيدينا بأيدي بعض لتحقيق انتصار الثورة مما يفسح المجال رحبا أمام شعبنا ليقرر مصيره و مستقبله بعد الخلاص من دويلة المزرعة و العصابة القاتلة المجرمة، التي تسيره كماً و كيفاً، وكيفما تشاء..  ولا هم لها ولا هدف سوى الاستمرار في الحكم ولو على حساب خراب و دمار البلد، و عانيتم كجميع السوريين من شعار الاسد أو نحرق البلد، و نتمنى أن تكونوا في عداد فريق الإطفاء للخلاص من الحرق و من يحرق والخاسر الأكبر شعبنا .