بقلم: إياد مصطفى
رغم الكثير من التوقعات والتحليلات التي تصب في معظمها، بإمكانية تلافي الحرب بالشرق الأوسط، خاصة بين إسرائيل وما يسمى بمحور المقاومة.. إلا أن الأمر سيتجه قدماً للحرب بخلاف كل هذه التوقعات، التي لا تتعدى كونها أضغاث أحلام لا أكثر..
فالقضية برمتها تصب فيما يخدم مصالح الحركات والدول، التي تجد خلاصها بضرورة نشوب الحرب فيما بينها، حتى وإن لم تتجاوز الحروب التحريكية التي ستقدم صفقة تسووية قد تلبي ولو جزئياً مطالب الأطراف المتحاربة..
فإسرائيل لا يمكنها استعادة قوة ردعها الموهومة، إلا بحرب تتجاوز غزة لتصل على أقل تقدير إلى لبنان وسورية والعراق واليمن، مع فارق الإداء والقوة المستخدمة في كل بلد أو مكان على حدة..
دون ذلك ستعودة إسرائيل إلى مكانة قد تؤسس لغيابها، أو تراجع دورها المؤثر في دائرة الفعل الشرق أوسطي، كمقدمة بكل تأكيد لانتفاء الوظيفة المناطة بها، كقاعدة أمريكية متقدمة في منطقة الشرق الأوسط..
بالمقابل وبعد الضربات المتلاحقة، التي تلقتها إيران والتي كان أخرها اغتيال رئيسها إبراهيم رئيسي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس هنية، لا يمكنها أن تقنع النسيج الإيراني الذي ينتظر انهيار حكومة الملالي، لتصبح إيران خمسة دول أو ما يزيد..
فالحرب وحدها من يبقي الغليان داخل المرجل أو القدر كما تدعي بعض الأوساط الداخلية الإيرانية، ووحدها من يقوى على ترحيل الأزمات للخارج، لأنه في الحرب وحدها تضمن هكذا حكومات لجم الداخل والسيطرة عليه والتحكم في مصيره..
وقس على ذلك حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن والحشد الشعبي في العراق، فكل هذه القوى ومن يدور في فلكها، لا بد وأن دخل الحرب الضروس لإعادة شرعنتها، باعتبارها قوى أصيلة داخل مجتمعاتها، وليست قوى لقيطة طارئة..
المهم الكل بحاجة الحرب حتى أمريكا والصين وروسيا، بحاجة لهذه الحروب ولو بنسب متفاوتة، وأن وقف النار في غزة أو أوكرانيا لا يمكن أن تنفي حاجة هؤلاء للحروب، إيذاناً بإعادة رسم الخارطة الجديدة للعالم.. وما سيرافقها من تغيرات في التشكيلات والدوائر والمنظمات والمؤسسات الأممية..