Opinions

الجيوش في المجتمع العربي قوة بغي واحتلال

بقلم: عبد الكريم محمد

مما يؤسف حقاً، أن الحيوش عند العرب وبعض دول العالم الثالث، أنشئت لتحل محل الاستعمار الكونيالي ولتكون قوة احتلال بالنيابة عنه، لتكون حارساً أميناً على مصالحه..

حيث شكلت من البداية قوة غريبة عن المجتمع وأهدافه في التنمية والتطور، وحالت دون بناء مجتمعات ديموقراطية، تحاكي ذاك الاحتلال الذي رحل على أقل تقدير..

بدلاً من ذلك، بقيت كالكلب المسعور، ليقاد بجنزير خارجي، وهذا ما حصل، فقد كانت الانقلابات على الدساتير وعلى الحياة وطامة كبرى على الحجر قبل البشر.. بل شكلت عصابات منظمة باسم جيش الوطن، لتصبح عبئاً على الأوطان من دون استثناء..

والغريب بالأمر، أن كل التسميات يمكننا أن نطلقها على هؤلاء العسكر، إلا الوطنية، فبظل هذه الجيوش، قسم الوطن العربي واحتلت فلسطين، وبظلها ذهب خيرات الأوطان لتصبح ركاماً في بنوك الخارج بالمليارات..

أبعد من ذلك ساهمت في القضاء قضاءاً مبرماً على مؤسسات المجمع المدني، وجلبت مجموعات من القتلة والمجرمين، وحولت المجتمع إلى مجاميع وقطعات تعيش حالة الرعب والتوجس على الدوام، خوفاً من التهم الجاهزة والمعلبة، التي توصل كل من يعارض هذه العصابات إلى أعواد المشانق.

والغريب حقاً أن لم تدخل هذه الجيوش على اختلاف مسمياتها معركة، إلا بمؤامرة وتقديم النصر المؤز للأعداء، لتكتب بعد ذلك الشعارات الرنانة، دون أن يعلموا أن القطعان جميعاً يدركون هذه الحقيقة، وأن الخوف من المقصلة وسلاح العصابة، وحده من يكم الأفواه عن الكلام والانتقاد..

المهم هؤلاء ليسوا بشراً، وهم ليسوا من أبناء جلدتنا، ولا يمكننا أن نعتبرهم حماةً للأوطان، بل هم احتلال لها بالنيابة، وأن تكلفتهم أكثر من مردودهم، كما الحيوانات الهرمة التي تأكل أكثر مما تنتج..

هذه الحقائق، ستقود في الأيام القادمة حالة من الصراع التناحري، بين هؤلاء المجرمين، والمجتمعات العربية التي وصلت إلى حالة من القرف والياس من هذه العصابات.

 وسنشهد حروباً تقضي على هؤلاء جميعاً مع ما ستحمله لهذه المجتمعات من جروح وآلام، لا يمكنها أن تندمل بسهولة، وستبقى مفتوحة لتؤسس لأشياء، لن ترضي من أنشأ وشغل هذه العصابات بديلاً عنه، بل ستكون وبالاً عليه.