Opinions

التجاهل الأمريكي.. يدفع بالسعودية والإمارات لاتخاذ مواقف تجريبية غير متوقعة

بقلم: أ. أيمن أبو هاشم
اتضح لدى حكّام السعودية والإمارات، أن قطر لديها حظوة لدى الأمريكان، وبات لها أدوار وتكليفات أكبر منهم وعلى حسابهم.

مما جعلهم بعد تطنيش الأمريكان لهم وخصوصاً في الملف النووي مع إيران، في حالة استياء من تراجع مكانتهم في سلم الرعاية الأمريكية. وهو ما يفسر مواقفهم الأقرب للروس بعد غزو أوكرانيا.

وعدم تجاوبهم مع الطلبات الأمريكية، التي تدعوهم لتعويض النقص في إمدادات الطاقة. ويبدو أن استقبال الإمارات للمجرم بشار الأسد، رسالة ذات اتجاهين:

الأول، تلبية مطلب الروس بفك العزلة العربية عن نظام بشار، وكسر عقوبات قانون قيصر من البوابة الخليجية.

والثاني، إشارة واضحة للأمريكان باستعدادهم الذهاب مع روسيا والصين واللعب على التناقضات الدولية والأقليمية، ولو كان ذلك على حساب مصالح الغرب.

اعتقد بأن هذه التحولات في المواقف سيكون لها ارتداد على الصراع الخليجي، وعلى خلط جديد للاوراق في المنطقة، وكل ذلك مرهون ايضاً بتموضع إيران وعلاقتها اقتراباً أو ابتعاداً من روسيا في حال تم تمرير الاتفاق النووي أوفي حال تراجع الغرب عنه..

من وجهة نظري هذه هي أسباب ومحركّات مواقف حكّام الإمارات والسعودية، وهي في جانب كبير منها تعبير عن تضخم في ذهنية هؤلاء الحكام الصاعدين وحكام قطر منهم، وعن أدوارهم التي لعبوها في السنوات الأخيرة، وكانت تفيض عن حجومهم وإمكانياتهم الحقيقية.

وجميعهم ينتمون إلى مدرسة تجريبية في السياسة عنوانها ” بلا أخلاق وبلا شعوب وبلا بطيخ وما حدا أشطر من حدا” ..

اما التفسيرات الدونكوشوتيه لجماعة المقاومة والممانعة للقاء الذي جمع رمزهم الممانع مع رأس حربة التطبيع، فهذا مما استعصى على كل المدارس، لأنه من مخلفات مزابل التاريخ..