بعد سجن 14 عاما أمضى منهم 8 سنوات في العزل الانفرادي داخل سجون إسرائيل، أفرجت تل أبيب عن المهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي، الذي شكلت عملية اختطافه من أوكرانيا في عام 2011 حدثا غير عادي.
ووصل أبو سيسي، إلى قطاع غزة ضمن 456 أسيرا من القطاع أفرج عنهم فجر الخميس.
ولد أبو سيسي، في قطاع غزة عام 1969، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في هندسة الشبكات الكهربائية، وكان يشغل منصب المدير التشغيلي لمحطة توليد الكهرباء في غزة بعد عودته للقطاع وتزوجه من الأوكرانية فيرونيكا، وله منها 6 أطفال.
ـ الاختطاف من أوكرانيا
في فبراير/ شباط 2011، أثناء سفره مع زوجته وأحد أبنائه تعرض في أوكرانيا لعملية اختطاف من الموساد الإسرائيلي، حسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (حكومية)
اختُطف أبو سيسي، أثناء رحلة بالقطار بين مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا والعاصمة كييف، حيث اقترب منه رجلان بملابس مدنية زاعمين أنهما من “الأمن الداخلي الأوكراني”، وفق شهادة أبو سيسي، حسب ما نقل عنه مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس.
بعد فحص جواز سفره، أجبر أبو سيسي، على مغادرة القطار تحت تهديد السلاح، وتم نقله إلى مكان مجهول قبل أن يسلم إلى “عملاء إسرائيليين”، وفق شهادته.
ـ التحقيق والتعذيب القاسي
نقل أبو سيسي، إلى إسرائيل حيث خضع لتحقيقات قاسية استمرت 35 يوما في مركز تحقيق “بيتاح تكفا”.
اتُهم بتطوير صواريخ لصالح كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وبتنفيذ أنشطة عسكرية لصالح “الفصائل الفلسطينية.
تعرض أبو سيسي، لتعذيب نفسي وجسدي شديد، شمل الضرب، الإهانة، والحرمان من النوم، حيث عاش في العزل الانفرادي لسنوات.
في يوليو/ تموز 2015، حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن لمدة 21 سنة، بناء على مزاعم لم تثبت بالأدلة القاطعة.
ـ العزل الانفرادي
عانى أبو سيسي، من عزلٍ انفرادي قاسٍ دام 8 سنوات، حيث احتُجز في زنزانة ضيقة (1.5 × 2.5 متر) لا تصلها الشمس ولا الهواء.
وضع تحت رقابة مشددة، ولم يكن يُسمح له بالخروج سوى ساعة واحدة يوميا، وهو مكبل اليدين والقدمين.
نتيجة لظروف الاعتقال الصعبة، تدهورت حالته الصحية بشكل كبير، حيث فقد أكثر من 35 كيلوغرامًا من وزنه، وعانى من أمراض مزمنة مثل مشاكل القلب، ارتفاع ضغط الدم، وضعف النظر.
رغم تدهور وضعه الصحي، تعنتت السلطات الإسرائيلية في تقديم العلاج اللازم له.
ووفق مدير إعلام الأسرى بحركة حماس ناهد الفاخوري، للأناضول، فإن إسرائيل أفرجت فجر الخميس، عن 596 أسيرا فلسطينيا من أصل 642.
وعصر اليوم، أفرجت إسرائيل عن 46 أسيرا آخرين من غزة، لتكتمل الدفعة السابعة من صفقة التبادل.
وحاليا تقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
وبدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ويتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام المرحلة الجارية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
ونصت المرحلة الأولى على إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا، أحياء وأموات، وبالفعل أطلقت الفصائل الفلسطينية 25 أسيرا حيا وسملت 8 جثامين، مقابل إفراج إسرائيل عن 1135 أسيرا فلسطينيا.
