Business

اتفاق نووي سعودي أمريكي محتمل: هل يخلق توازنات جديدة خارج إطار الاتفاقيات الإبراهيمية؟

ي تحول لافت، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمريكية أن واشنطن تخلت عن شرط تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، كمطلب أساسي للتقدم في محادثات التعاون النووي المدني مع المملكة، يأتي هذا قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، لزيارة دول خليجية في مقدمتها السعودية، دون نية التوجه إلى إسرائيل، الأمر الذي أثار قلقاً إسرائيلياً واسعا اتجاه “سياسة المفاجآت الأمريكية” للرئيس ترامب.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحضران اجتماعًا في قمة مجموعة العشرين في أوساكا في 28 حزيران/يونيو 2019.

وقالت المصادر إن تخلي واشنطن عن شرط التطبيع يُقرأ على أنه “تنازلاً كبيراً” من قبل واشنطن، لا سيما بعد الموقف المتشدد للإدارة الأمريكية السابقة، حيث كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن تربط التعاون النووي مع المملكة، باتفاق تطبيع، فضلاً عن توقيع معاهدة دفاعية.

ووفقاً للوكالة، تسعى السعودية إلى تطوير برنامج نووي مدني، كجزء من رؤية الرياض للعام 2030، بهدف تنويع مصادر الطاقة، وتقليل الاعتماد على النفط.

إلا أن واشنطن لا تزال تشترط توقيع السعودية على اتفاقية 123، بموجب قانون الطاقة الذرية الأمريكي، والتي تمنع تخصيب اليورانيوم محلياً. كما تسعى الولايات المتحدة إلى ضمان عدم استخدام البرنامج النووي السعودي لأغراض عسكرية.

والاقتصاد السعودي لم يكن بمعزل عن المساعي الأمريكية، إذ تخطط السعودية لاستثمار مبالغ كبيرة في الولايات المتحدة، تصل إلى تريليون دولار لدعم الاقتصاد الأمريكي. بينما تراه المملكة تعزيزاً للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.

ولم يتوقف الأمر على المطالب الأمريكية عند البدء بطرح المشروع، إذ كان للرياض شروطاص بدورها.

وترغب المملكة بتخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، الامر الذي يثير مخاوف دولية وقلق أمريكي، بشأن الانتشار النووي في المنطقة.

كما ترغب السعودية بالحصول على ضمانات أمنية تقدمها واشنطن قبل المضي بأي اتفاق من هذا النوع، بما في ذلك معاهدة دفاعية.

وكانت المملكة تخلت في العام الماضي عن سعيها لإبرام هذه المعاهدة مع واشنطن، مقابل التطبيع مع إسرائيل، وأعلنت أنها تدفع باتجاه اتفاق “أكثر تواضعاً” للتعاون العسكري بين البلدين.

قلق في إسرائيل من اتفاق قريب وتطبيع مؤجل
وتعود عقبة التطبيع وتوقيع الاتفاقات الإبراهيمية مع إسرائيل، من وجهة النظر السعودية، إلى تعثر إقامة الدولة الفلسطينية، والتي زادت الحرب الأخيرة في قطاع غزة من تعقيدها، لما أنتجته من تجاذبات ميدانية وحالة من الغضب العربي من مجرى الحرب.

وتثير هذه الأخبار المتسارعة قلقاً في إسرائيلي، فيما باتت وسائل الإعلام الإسرائيلية تطلق عليها اسم “سياسة المفاجآت”، للرئيس ترامب، يعود أغلبها إلى قرار التعاون الأمريكي مع السعودية، بدون تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ووحدت هذه المفاجأة الصف الإسرائيلي حكومةً ومعارضة، وطالب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد نتنياهو بعدم الصمت حيال المفاوضات، التي قد تتسبب في “سباق تسلح نووي في المنطقة”، على حد تعبيره.

ورغم أن واشنطن، بتخليها عن شرط التطبيع، قد تفتح الباب أمام تقدم في المحادثات مع الرياض، إلا أن مراقبين يرون بأن اتفاقاً نووياً بين السعودية وأمريكا ما يزال بعيد المنال، مع وجود تحديات تتعلق بالتخصيب المحلي والضمانات الأمنية، إلى أن كل العيون تتوجه إلى المنطقة بترقب لما أعلن عنه ترامب بأنه “مفاجآت سارة” سيعلن عنها في القريب العاجل.

Leave a Reply