Opinions

إيران على موعد الغياب من المشهد مع فارق الوقت

بقلم: عبد الكريم محمد

الكثير يتحدث عن الدور الإيراني والقدرات الهائلة، التي يمتلكها لجهة التمدد شرقاً وغرباً، حتى لتخال الأمر، وكأن أمبراطورية جديدة تتحرك في باطن الأرض، لا يمكن لأحد لجمها أو حتى إيقافها، ووضع حدود أو تخوم لها.  

الحقيقة أن هذا الدور المزعوم، لم يأت بفعل فائض القوة الإيرانية، كما الإمبراطوريات عبر تاريخها والحاجات الماسة لتكون قوة دفع نحو الخارج، بقدر ما هو الدور الذي انيطت به إيران، عبر التفاهمات الأمنية، التي تمت مع الغرب، والتي بدأت واضحة للعيان إبان احتلال العراق، والقضاء على حكومة القاعدة في أفغانستان بعد أحداث 11سبتمبر في أمريكا..

اليوم وصلت الحاجة الدولية في استخدامها لإيران إلى النهايات، وأن ما أنيطت به من مهام، لم يعد العالم خاصة الغرب الأوروبي من جهة، وبريطانيا والولايات المتحدة من جهة أخرى.. بل لم يعد يرى بتلك الآليات والطرق، التي اتبعت يمكنها الديمومة على انتهاج ذات الطرق وبذات الأدوات.

أي أن إيران تعيش لحظات فارقة مع الوقت هذه الأيام، أحلاهما مرّ، إن كان فيما يتعلق بأوضاعها الداخلية على كافة المستويات والصعد، أو في المحيط الإقليمي والخارج بشكل عام، الذي بدأ يكن لها العداوة والبغضاء، بعد ان عملت قفازاً لتمرير المشاريع الاستعمارية خاصة في الوطن العربي وبعض الجمهوريات الناطقة بالتركية بمعزل عن المذاهب والأعراق..

فهي التي تآمرت على الترك الشيعية في أذربيجان كما تآمرت على الفرس السنة في آفغانستان، ناهيك عن مذابحها للسنة في العراق وسورية واليمن وخراب لبنان..

كل هذا أضعف من مكانة إيران ووضعها في مكان لا تحسد عليه على الإطلاق، بل أصبحت العلاقات الرسمية بين دول الإقليم تهمة ومنقصة قد تلحق بسمعة أصحابها، خاصة الخليجيين منهم كالإمارات والسعودية والعراق..

اليوم وضعت إيران بعد كل ما انتهجته من ممارسات هدامة وجهنمية على طاولة الجزار، ليُجعل منها مثلاً أو نموذجاً، لكل من تسوّل له نفسه ولو حلماً، الخروج على الخطوط الحمراء المرسومة عبر اتفاقات التخادم المرسومة سلفاً، مثلما فعلت إيران..

المرحلة القادمة، سنشهد الاندحار الإيراني من الخارج، ولو اضطر أصحاب القرار للتعامل مع هذا الأخطبوط المريض في تقطيع أذرعته، لتواجه العصابات الداخلية المتحكمة في تطور ونماء المجتمع الإيراني، ثورات شعبية دامية في كل بقعة من إيران..

بعد ذلك ستكون أمام جغرافية جديدة، قد تفضي إلى دويلات أو إمارات أو مقاطعات، يشترك فيها الفرس والأذر والبلوش والعرب والكرد.. هذا أقل ما يمكن أن يحدث.. وقد يكون المخرج للسلامة وتخليص الأرواح. دون ذلك سنشهد حروب الطوائف والقوميات والأديان، التي ستستمر إلى عقود من الدم والآلام، التي قد تودي بكل ما يسمى بالشعوب الإيرانية إلى المنافي والجحيم في آن معاً.