
أعلنت إيران الأربعاء أنها أعدمت رجلا تتهمه بـ”التجسس” لحساب جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) وبالضلوع في مقتل مسؤول عسكري إيراني عام 2022، فيما أعلن ناشطون إن الرجل أعدم إثر محاكمة غير عادلة وبناء على اعتراف انتزع تحت التعذيب.
وأُعدم محسن لنغرنشين البالغ 34 عاما بحسب تقارير، فجرا في سجن قزل حصار في كرج قرب طهران، على ما قالت عدة منظمات حقوقية.
ونظم والداه وقفة ليلية أمام السجن مطالبين بإنقاذ حياته، على ما أظهرت صور انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي.
وذكرت وكالة أنباء “ميزان” التابعة للسلطة القضائية أن لنغرنشين الذي وصفته بأنه “جاسوس رفيع المستوى” قدّم “دعما عملياتيا لمهمات عدة نفذها الموساد” في إيران، “أُعدم صباح اليوم” الأربعاء، قائلة إن الرجل متورط في “اغتيال” مسؤول عسكري إيراني.
ولم تحدد وكالة “ميزان” تاريخ اعتقال لنغرنشين أو محاكمته.
وتتزايد مجددا وتيرة عمليات الإعدام في إيران بشكل أثار قلقا دوليا، مع إعدام 339 شخصا على الأقل شنقا منذ مطلع العام بحسب “المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان” ومقرها في النروج.
ويأتي إعدام لنغرنشين في وقت تجري مباحثات اميركية ايرانية للتوصل إلى اتفاق بشأنها برنامج طهران النووي، مع رفض إسرائيل والولايات المتحدة استبعاد ضربة عسكرية على إيران.
وقال مدير المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان محمود العامري مقدم إن “محسن لنغرنشين الذي حكم عليه بالاعدام في إجراءات قضائية غير عادلة استندت إلى اعترافات تم الحصول عليها تحت التعذيب واتُهم بالتجسس لحساب إسرائيل، أُعدم فجر اليوم”.
وأضاف في تصريحات لوكالة فرانس برس أن “وتيرة عمليات الإعدام التي تنفذها السلطات الإيرانية تتسارع يوما بعد يوم، مودية بمزيد من الناس” معتبرا ذلك “عمليات إعدام خارج نطاق القضاء”.
وأفاد مركز عبد الرحمن بوروماند ومقره الولايات المتحدة، والذي دافع عن قضيته، بأن لنغرنشين دين بعد اعتقاله في تموز/يوليو 2023 في محكمة ثورية برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي، الخاضع لعقوبات أميركية وأوروبية والمعروف بإصداره أحكام إعدام.
وأضاف المركز أن لنغرنشين “نفى جميع التهم مؤكدا أن اعترافاته انتُزعت منه تحت التعذيب”.
وكتبت الممثلة والناشطة البريطانية المولودة في إيران نازانين بنيادي على منصة إكس أن “الجمهورية الإسلامية المتعطشة للدماء أعدمت بريئا آخر
وذكرت وكالة “ميزان” أن لنغرنشين متورط في اغتيال العقيد في الحرس الثوري الإيراني صياد خدايي الذي قتل برصاص شخصين على دراجة نارية أثناء عودته إلى منزله في طهران في أيار/مايو 2022.
ونشر ناشطون فيديو سجلته والدة لنغرنشين الثلاثاء توجه فيه نداء من أجل إنقاذ حياة ابنها بعد لقاء أخير معه في السجن.
وقالت في التسجيل “عدت للتو من الزيارة الأخيرة لابني. احتاج إلى مساعدتكم. أرجوكم ادعوا من أجل ابني. عسى أن يُنقذ ولدي. لا أعلم إن كان سيرى شروق الشمس غدا”.
واذ شددت على براءته أضافت “لن يقبلوا أدلتنا. لدينا الكثير من الوثائق. لدينا أدلة على براءته لكنهم (السلطات القضائية) يرفضون كل شيء”.
وأضافت في الفيديو المُصوّر من داخل سيارة متوقفة “كانت محاكمة غير عادلة! لماذا تريدون إعدام ولدي؟ لماذا؟ لا تعدموا ولدي!”.
وأفادت المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان، بأنّ لنغرنشين قال في مكالمة هاتفية من السجن، إنّ عناصر الأمن أجبروه على الاعتراف بـ”كلام فارغ” مفاده أنّه ركن دراجة نارية مزوّدة بكاميرا للمراقبة.
ويعتقد محللون غربيون أن جواسيس من الموساد يعملون بالفعل داخل إيران كما يظهر من عمليات تخريب وقتل، مثل اغتيال كبير العلماء النوويين الإيرانيين محسن فخري زاده في 2020.
ومع ذلك يخشى نشطاء أن إيران تستخدم أبرياء كبش فداء بعد فشلها في القبض على الجواسيس الفعليين الذين غالبا ما يكونون خارج البلاد بحلول الوقت الذي يتم فيه الكشف عن عملهم.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية فإن فخري زاد اغتيل على أيدي الموساد باستخدام رشاش قام جواسيس بجمعه قرب منزله وإطلاق نيرانه من بعد بعدما غادروا المكان.
وأعلنت إيران مرارا اعتقال عملاء يعملون لحساب أجهزة استخبارات دول أجنبية، بينها عدوتها اللدودة إسرائيل.