Opinions

إلى متى يستمر مسلسل الاغتيالات في درعا؟

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
صحيح بعد عام ٢٠١٨م حيث تمت التسويات وما يسمى المصالحات في محافظة درعا، دخل النظام الطائفي القاتل المجرم مدن وبلدات وقرى المحافظة، التي كانت خارج سلطته.. ولكن دخوله كان شكليا واسميا ولم يستطيع فرض سلطته وهيمنة على المحافظة.. وحاول بعد التسوية في عدة مرات دخول بعض المدن والبلدات لفرض هيمنته عليها والخلاص من البؤر الثورية والثوار والأحرار ولكنه كان يواجه بمقاومة عنيفة و يتكبد خسائر كبيرة فادحة في الأرواح والعتاد و يعود خائبا مهزوما وهذا ما حدث في طفس واليادودة ونوى وجاسم وإنخل ودرعا البلد وريف درعا الغربي وغيرها.

ومنذ التسوية والمصالحة لم يتمكن من إعادة سلطته على درعا، هذه المصالحة التي كشفت بعد حدوثها للثوار والأحرار الكثير من الأشخاص الذين كانوا يتأمرون ويتعاونون مع النظام وأجهزته بلبوس ثوري مما جعلهم محط سخط وإستياء وعداء من الثوار لعمالتهم وخستهم.. وهناك البعض الذين غيروا اتجاه بوصلتهم ١٨٠ درجة واصطفوا لاحقا مع النظام وعملوا في ميليشياته الأمنية ومع ميليشيا حزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية وأيضا تم إدراجهم بالتصنيف الثوري كأعداء.

هذا الواقع ولّد ما يعرف بالاغتيالات في محافظة درعا ويستخدمها طرفي الصراع حيث طبيعة الصراع الثوري الجديدة حتمت تغيير تكتيك واستراتيجية المواجهة العسكرية من مواجهة مباشرة إلى عمليات خاطفة سريعة تنقض على الهدف المحدد ثم تذوب في الحاضنة الثورية.. أو زرع العبوات أو الاستهداف المباشر عندما تسنح الفرصة بذلك.

لذا يقوم الثوار والأحرار باستهداف ضباط وقوى النظام العسكرية والأمنية والميليشيات الإيرانية والعملاء ومن يتعاون معهم.. وتجار المخدرات المرتبطين مع الميليشيا الإيرانية والفرقة الرابعة المهيمنة على هذه التجارة الهدامة للمجتمعات.. وفي المقابل ظهرت من خلال عدة عمليات قام بها الثوار والأحرار بأن الأجهزة الأمنية للنظام شكلت مجموعات اغتيالات وتصفية لاستهداف الثوار والأحرار وخلق الفتن و التخريب في بينة المجتمع الحوراني لإثارة نزاعات عشائرية وثارات شخصية تصرف أنظار المجتمع و الحاضنة الثورية عن النظام الطائفي القاتل المجرم سبب كل ما تعرض و يتعرض له الشعب السوري.

لذلك نرى حدوث عمليات الاغتيال بشكل شبه يومي وقد تتعدد في اليوم الواحد في المحافظة، وبالمفهوم السياسي العام نستطيع القول بأن محافظة درعا غير آمنة ولا مستقرة ولا يسود في ربوعها الأمن.. إذ أن الأجهزة الأمنية نفسها تتعامل مع المجتمع في درعا كبيئة معادية و تستهدف أحرارها و ثوارها و تضعهم في قوائم اسمية محددة لمن ستسعى للخلاص منهم عن طريق الاغتيالات وغيرها.

وبالمقابل الثوار والأحرار ما زلوا يسعون للخلاص من ضباط وعناصر النظام وميليشياته والميليشيات الداعمة له وتجار المخدرات، الذين يعيثون فسادا في مجتمعهم .

أما عن سؤالك عن استمرارية مسلسل الاغتيالات فهو مستمر ما دام النظام الطائفي القاتل المجرم مستمر وممسك في السلطة ولا يسعى إلى حل سياسي عام في سورية، فمن قدم كل هذه التضحيات من أجل الحرية والكرامة والخلاص من العصابة الحاكمة القاتلة المجرمة سيتمر بثورته و باستخدام كافة الوسائل الصراعية المتاحة لتحقيق أهدافه.

و لن تنعم هذه العصابة و أدواتها وعملائها بالأمن والاستقرار والآمان في سورية ما دامت مغتصبة للسلطة وتتحكم بجميع مناحي الحياة للشعب السوري، فالاغتيالات وسيلة صراعية يستخدمها الثوار والأحرار لاستنزاف قوى النظام وأرى بأن ستبقى ما دام موجودا ، وأيضا يستخدمها النظام لتصفية الثوار والأحرار وبعض العملاء المرتبطين به ممن حرق كرتهم وأنتهى دورهم كما يقال.

والملخص لا استقرار ولا أمن ولا آمان للنظام الطائفي القاتل المجرم في سورية ، وهدف الشعب السوري الخلاص منه نهائيا ومن العصابة الحاكمة القاتلة المجرمة حتى إقامة دولة الوطن والمواطن و القانون لجميع السوريين، التي تحقق حرية وكرامة الجميع والخلاص الجذري من دويلة المزرعة.