بقلم: عبير شهابي
تذكري أيتها الروح الهائمة في العلا، حباً بالبرزخ البنفسجي والضيا، لن ترحل رائحة القرنفل ودمك المسفوك بأزقة المخيم سدا، بعد أن تحول تراب جنين، طهراً قرمزياً لونه في المدى..
وأن مثلك يا رائحة الأرض الزكية، ما أودعتيه بذاراً سيحول أرض طهرنا حدائقاً، وسيكسر قيد المذلة، بعد أن تحول دمك كبرياءاً وسنا..
وحدك اليوم من يحق له، أفنان الجنان وترانيم الوداع.. ووحدك من أعاد بالتذكير، أنه في البدء كانت الكلمة، وسنبقى سيفاً يقض مضاجع الغزاة.
ووحدك من لف بنياط قلبه، فؤاد فلسطين المذبوح من الوريد إلى الوريد، ليعطيه بلسماً بعد أن غارت به الجراح.. وحدك من ثلم سكاكينهم الصدئة.. بل وحدك من جعل الصوت والعدسة المغبرة في ساح الوغى، سلاحاً ليواجه سلاح غدرهم.
وحدك من صنع معادلة انتصار الدم على السيف، المتآخي مع صوتك الصداح في كشف زيف كل الأشياء.. وجعل من الكلمة وقطرة الدم المسفوح قوة لا تقهر.. بل وحد من ذبح على مذبح هؤلاء الغزاة، لتذكري هذا الكون بصلب مسيحنا الناصري على صلبان القتلة المارقين.
لا وقت للنحيب ولا مكان للشعراء ولا لسراديق العزاء، كلنا يدرك بعد أن سمع رجع صدى صوتك يقول:” لا نامت أعين الجبناء”.. تباً للخنوع والتردد والردى..