قالت صحيفة أمريكية، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل أبلغت واشنطن بأنها هي من تقف خلف اغتيال العقيد بالحرس الثوري الإيراني صياد خدائي قبل ثلاثة أيام في طهران.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول استخباراتي مطلع على الاتصالات بين البلدين لم تذكر اسمه، أن إسرائيل أبلغت الأمريكيين بأنها تقف وراء عملية الاغتيال.
وصنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري على أنه جماعة إرهابية – وهو القرار الذي كان نقطة شائكة في المفاوضات مع إيران لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وطالبت إيران بإلغاء التصنيف كشرط لإنجاح المفاوضات وصولا إلى اتفاق، لكن الولايات المتحدة رفضت، وتركت المفاوضات مجمدة.
تعارض إسرائيل بشدة الاتفاق النووي وقال بعض المحللين الإيرانيين المقربين من الحكومة إن اغتيال خدائي كان يهدف إلى عرقلة المحادثات النووية عن مسارها عند نقطة حساسة وتقويض أي احتمال أن تتوصل إيران والولايات المتحدة إلى توافق في الآراء بشأن قضية الحرس الثوري.
وبحسب المسؤول الاستخباري، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، أبلغ الإسرائيليون الأمريكيين أن الاغتيال كان بمثابة تحذير لإيران بوقف عمليات مجموعة سرية داخل فيلق القدس التابع للحرس الثوري تعرف باسم الوحدة 840.
وفقا لمسؤولي الحكومة والجيش والاستخبارات الإسرائيلية، تم تكليف الوحدة 840 بعمليات اختطاف واغتيال للأجانب في جميع أنحاء العالم، بمن فيهم مدنيون ومسؤولون إسرائيليون.
ويقول الإسرائيليون إن العقيد صياد خدائي كان مسؤولا عن عمليات الوحدة في الشرق الأوسط والدول المجاورة لإيران وتورط خلال العامين الماضيين في محاولات تنفيذ هجمات ضد إسرائيليين وأوروبيين ومدنيين أمريكيين ومسؤولين حكوميين في كولومبيا وكينيا وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وقبرص.
ولم يعلق المسؤولون الإيرانيون على الاتهامات الإسرائيلية بأن العقيد خدائي متورط في مؤامرات عبر الحدود.
لكن بعض المحللين الإيرانيين قالوا إن الاتهامات تهدف إلى منع الولايات المتحدة من الموافقة على رفع تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وبالتالي عرقلة التوصل إلى اتفاق بشأن إحياء الاتفاق النووي.
وقال غيث قريشي المحلل المقرب من الحكومة الإيرانية “تمارس إسرائيل ضدنا حرب تضليل.. تهدف هذه الاستفزازات إلى الضغط على جميع الأطراف لإلغاء الاتفاق النووي أو دفع إيران للرد بطريقة قد تكون ضارة. لكن إيران دائما ما تتبع نهجا حسابيا طويل المدى”.
في السياق ذاته، قال مصدران في الحرس الثوري للصحيفة الأمريكية: “لم يكن هناك ما يشير إلى أن العقيد كان معروفا خارج دوائر الدفاع ولم يكن لديه البروتوكول الأمني – حراس شخصيون وسيارات مصفحة ومساكن محاطة بالأسوار- وهذا هو الحال بالنسبة لكبار المسؤولين العسكريين في إيران”.
والأحد الماضي، أعلن الحرس الثوري في بيان اغتيال العقيد صياد خدائي قرب منزله بالعاصمة طهران، بعدما فتح شخصان يستقلان دراجة نارية النار على سيارته ما أسفر عن تعرضه لإصابة في رأسه أدت لمقتله.