Opinions

أنتم يا من تحملتم المسؤولية و الأمانة

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
لو شاركت في ندوة الدوحة كنت قدمت المداخلة التالية تعقيبا في البداية عما قاله مقدم الندوة :
عندما قدم الدكتور رياض حجاب حيث خاطب الحضور قائلا :
( أنتم يا من تحملتم المسؤولية و الأمانة ).

عبارة ليست بالسهلة الهينة لتطلق على مجموعة مهما كانت شخصياتها ودورها لتتقزم الثورة بهم و يختزلوا كل المشهد الثوري بشخصياتهم، و غالبيتهم ممن خاضوا ميدان السياسة المعارضة وأوصلونا لما نحن فيه الآن، و هنا نستذكر مقولة العقيد القذافي : من أنتم ؟ حتى نعرف ما الذي سنقرره !!! و ما الذي تريدون بالضبط ؟ و إلى أين تسيرون بنا ؟

المسؤولية و الأمانة لا أحد ضدها، بل نريد شخصيات أمينة مؤتمنة نثق بها و تعبر عما نريد، وما نريده انتصار الثورة وتحقيق أهدافها وتنشيط المسار السياسي وتفعيل الجانب الثوري العسكري لجانبه.. كأساس راسخ يبنى عليه المسار السياسي، و ما عدا ذلك سيبقى دوران في حلقة مفرغة ستفقد من فيها وزنه و تأثيره، فلا العدو سيخضع لما تريد من أجل عيونك الجميلة و لا دول العالم ستلتف و تدعم قضيتك إذا لم تكن تمتلك مخالب حداد و أضافر فولاذية تمزق جسد عدوك و تفتته.

أما جوقة الحضور فالجميع خبرهم وعرف توجهاتهم ومخرجاتهم وما قاموا به وما انتجوا من مخرجات، لذا إذا ما أردتم تحديد ملامح الطريق المؤدي بسورية إلى الحرية و الكرامة و الخلاص عليكم أول خطوة عملية بسلك ذلك الطريق الصعب؛ تحديد لجنة وطنية ثورية مشهود لها بنزاهتها و ثوريتها من عدة أشخاص، هذه اللجنة تمهد لأختيار جمعية تأسيسة ثورية ممن يرغب في العمل الوطني الثوري – السياسي بعيدا عن أي ولاءات إيديولوجية أو حزبية أو تكتلية، وهذه الجمعية تقوم بإنشاء المؤسسات الثورية الحقيقة اللازمة، التي تعبر عما يريده الناس لجهة تحقيق مصالح الثورة في الوصول بها لانتصار الحاسم والناجز.

نعم يبدو أننا مازلت تحكم عقولنا مفهوم الشللية و الأتباع و المصفقين و آخر همنا الثورة و مصلحتنا .

و لن أنسى مقولة ذاك العميد لي قبل رياض ٢ (بدنياك معنا بتستفيد و بتفيد ) .
ليست بهذه المقاييس يقرر مصير الشعوب و الثورات، و من يريد أن يستفيد فقط للفائدة فهو متسلق انتهازي وعندما تتحقق فائدة أكبر من الفائدة المحققة سيولي الدبر للمشروع الأول و يتبع المشروع الآخر مهما كان فهو الأربح بمقياسه الإنتهازي التسلقي.

نتمنى للندوة النجاح و أن تعبر عن إرادتنا الثورية ، لا أن تكون محطة أخرى من المحطات التي تؤدي بنا إلى اليأس و الإحباط .