خسر أغنى 500 شخص في العالم، يوم الجمعة الموافق 2 أغسطس/ آب الجاري، مبلغ 134 مليار دولار، بعد أن تسببت المخاوف من حدوث ركود آخر في أمريكا، إلى عمليات بيع مكثفة في سوق الأسهم، وذلك بعد صدور تقرير الوظائف الذي جاء أقل من المتوقع، فضلا عن ضعف نشاط التصنيع في جميع أنحاء العالم.
وكان رواد التكنولوجيا هم الأكثر تضررا، إذ قاد مؤسس “أمازون”، جيف بيزوس، الانخفاض بخسارته حوالي 15 مليار دولار من ثروته، في ثالث أسوأ خسارة له، بعد أن تراجعت أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في العالم بنسبة 8.8%، يوم الجمعة.
فيما خسر رئيس شركة “أوراكل”، لاري إليسون، حوالي 5 مليارات دولار، إذ انخفضت أسهم شركته بنسبة 3%، بينما تراجعت ثروة المؤسسين المشاركين لـ”ألفابت” الشركة الأم لمحرك البحث “غوغل”، سيرغي برين ولاري بيغ، بأكثر من 3 مليارات دولار لكل منهما، بخسارتها 2.35%.
كما خسر رئيس شركة “ميتا”، مارك زوكربيرغ، حوالي 3 مليارات دولار، إذ انخفض سهم مالك منصة “فيسبوك” (أنشطة شركة “ميتا”، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”إنستغرام” بنحو 2%، كما خسر مؤسس شركة “ديل”، مايكل ديل، حوالي 3 مليارات دولار، بعد أن انخفضت شركته بنسبة 5.7%.
وكان من ضمن الخاسرين أيضا إيلون ماسك، المؤسس المشارك لشركة “تسلا”، ومالك منصة “إكس”، وهو رسميا أغنى شخص في العالم، الذي خسر ما يصل إلى 6.57 مليار دولار، بعد أن انخفضت أسهم شركته لصناعة السيارات الكهربائية بأكثر من 4.2%.
وخسر الرئيس التنفيذي لشركة “LVMH”، برنارد أرنو، والرئيسان التنفيذيان السابقان لشركة “مايكروسوفت”، بيل غيتس وستيف بالمر، ورئيس مجلس إدارة “بيركشاير هاثاواي” وارن بافيت، جميعهم أكثر من 7 مليارات دولار.
وبدأت عمليات بيع السوق، بعد أن أعلنت وزارة العمل الأمريكية، في يوم الجمعة الماضي، عن ضعف سوق العمل، إذ أضاف أكبر اقتصاد في العالم 114 ألف وظيفة فقط في شهر يوليو/ تموز الماضي، بانخفاض عن 179 ألف وظيفة في يونيو/ حزيران.
وكان هذا أقل بكثير من توقعات خبراء الاقتصاد، البالغة 185 ألف وظيفة، وفي الوقت نفسه، ارتفع معدل البطالة بشكل غير متوقع بنسبة 4.3%، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وأنهي “وول ستريت” تعاملات الأسبوع على أكبر خسارة أسبوعية له منذ شهر نيسان/ أبريل الماضي، إذ أثار تقرير الوظائف الأمريكية الذي جاء أضعف من المتوقع لشهر يوليو الماضي، مخاوف بشأن الاقتصاد.
وعند إغلاق يوم الجمعة الماضي، انخفض مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، الذي يتتبع أسهم أكبر 500 شركة أمريكية، بنسبة 2% خلال اليوم و2.1% خلال الأسبوع. ويمثل هذا أكبر انخفاض منذ انخفاض أسبوعي بنسبة 3% في منتصف أبريل.
واختتم مؤشر “ناسداك” المركب، الذي يضم أسهم شركات مثل “أمازون” و”آبل” و”نيتفليكس” و”غوغل”، تعاملات يوم الجمعة الماضي، منخفضا بنسبة 2.5% خلال الجلسة و3.4% خلال الأسبوع.
وانخفض مؤشر “داو جونز” الصناعي، وهو المؤشر الأوسع لأسواق الأسهم الأمريكية، بنحو 1.6% خلال يوم الجمعة الماضي، و2.2% خلال الأسبوع.
وقالت وزارة العمل الأمريكية، يوم الجمعة الماضي، إن الولايات المتحدة أضافت 114 ألف وظيفة في يوليو، وهو أقل عدد منذ طفرة الوظائف التي بدأت بعد وباء فيروس “كورونا” (كوفيد – 19)، بينما ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوياته في عامين ونصف العام، وذلك في عرض لإحدى أكثر مجموعات البيانات إقناعا لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وجاء تقرير الوظائف، بعد يوم من إصدار بيانات التصنيع الأمريكية الضعيفة بشكل غير متوقع، والتي أثارت المزيد من المخاوف بشأن الاقتصاد أكثر من التفاؤل، بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة، والذي سيكون مفيدا أيضا للأعمال التجارية بشكل عام.
وكانت آخر مرة خفّض فيها بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأمريكية قبل 4 سنوات ونصف.
وقد دفعت حالة العمل في أمريكا، التي جاءت أبرد من المتوقع في يوليو الماضي، إلى رهانات في أسواق المال على خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، أو 0.5% نقطة مئوية، عندما يجتمع صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي في 18 سبتمبر المقبل، وقبل ذلك، كانت الرهانات في أفضل تقدير تشير إلى خفض بمقدار 25 نقطة أساس، أو 0.25% نقطة مئوية.