International Politics

أزمات عصية على الحلول المطروحة.. والغيوم السوداء تغطي الأفق

بقلم: إياد مصطفى
بعيداً عن التسريبات التي رشحت، والأقاويل التي صدرت عن بعض المسؤولين الأمريكان، ليل الثلاثاء الأربعاء، والتي تقول: ” إن الرئيس جو بايدن، يدرس إعادة انتشار القوات الأميركية في أوروبا وتوزيع وحداتها القتالية، بما يدعم حلف شمال الأطلسي لمواجهة أي غزو روسي محتمل لأوكرانيا”.

وبغض النظر عن التوقيت، الذي وتوقف البعض عنده، بأن هذا التطور قد جاء بعد ساعات على اختتام قمة بايدن مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتن، عبر الفيديو، وكان الملف الأوكراني الأبرز في هذه القمة.. ثمة مشكلات كبيرة وكبيرة جداً لا يمكن أن تحل، بل باتت عصية على الحلول المطروحة.

وأن دق طبول الحرب، أصبحت وحدها من يقوى على إيجاد حلول ناجزة وطويلة الأمد.. وأن ما ذكره مسؤول أميركي، رفض الكشف عن اسمه، أن بايدن قد يأمر قيادة القوات الأميركية في أوروبا المعروفة بـ”يوكوم” بإعادة انتشار، وتوزيع وحداتها القتالية في شكل يدعم جبهة حلف “الناتو ” في الجهة الشرقية لمواجهة أي احتمال غزو قد تقوم به القوات الروسية لأوكرانيا.. وحده الخيار المطروح على الطاولة.

وأن أحد أبرز السيناريوهات المطروحة، التي مررتها الأوساط الأمريكية في وسائل الإعلام المختلفة، لجهة تعزيز الوجود الأطلسي في بولندا والبحر الأسود، دون التطرق للتفاصيل.. يدلل على حجم الأزمة التي تعصف بالنظام الدولي بكليته.

الأهم من ذلك، أن القمة بين بايدن وبوتن قد فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق اختراق يبدد التوتر، فقد هدد الأول بفرض عقوبات اقتصادية على موسكو أشد صرامة من أي وقت مضى، بينما طالب الثاني بضمانات تمنع تمدد حلف شمال الأطلسي على حدود روسيا..

خاصة وأن موسكو، بدأت مبكراً برفع الصوت عالياً عن “استفزازات غربية” متزايدة، في منطقة البحر الأسود التي تمثل خاصرتها.. ولا يمكنها تجاهل هذه القضية، التي تعتبر أحد أهم ركائز أمنها القومي.