Opinions

أحدهم أرسل لي رسالة.. ما هي النتائج لو انتصرت روسيا؟

بقلم: عبد الكريم محمد

حقيقة لم يدهشن السؤال بقدر دهشتي ممن أرسل السؤال، وهو الذي يمتلك الكثير من المعلومات الدقيقة عن كل ما يجري، ليس بما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وحسب، بل وفي الكثير من بقاع العالم..

هو ركز بسؤاله على ما الذي يمكن لأمريكا فعله، وما هي الانعكاسات السلبية أو الخطيرة التي ستنال من دورها القيادي في العالم؟

قرأت السؤال أكثر من مرة، وهو كبير نسبياً ومتعدد الاستفسارات.. بداية الأمر ترددت في كتابة الإجابة، ليس خوفاً من شيء على الإطلاق.. معتبراً أن مثل هكذا سؤال هو نوع من استطلاع الآراء، أو البحث عن عناوين ووجهات النظر السائدة والتوقعات بين البشر..

أرسلت ردي بقليل من الكلمات، آراؤنا لا تهمكم وهي كما الزبد على وجه الماء لا أكثر، وأنتم من يصنع السياسة وتعرفون التفاصيل، أما نحن ننتظر ما تقولونه بوسائل الإعلام على اختلافها وتنوعها، لنبني عليها مواقفنا، وغالباً ما تخضع لرغباتنا الشخصية..

لم ينتظر إلا لحظات، قال سؤالي ليس اسنطلاعاً للرأي، وأنا أرسلته لك وحدك، وثق بي أني صادق.. أتمنى أن تكتب لي الإجابة كما ترى الوضع الراهن بعيداً عن الرغبات..

كتبت روسيا يا صديقي لن تهزم في حربها بأوكرانيا، حتى لو دفعتم بكل ترساناتكم المكدسة في المخازن لأوكرانيا، وإذا ما دخلت المرحلة الحرجة ستعيث بأوروبا الخراب.. والشعار والقناعة التي تشكلت عندها بعد 2003 هو أن لا مكان لفرض إرادتكم عليها أياً يكن الأمر.. وأنها مستعدة للمغامرة الكبرى، رغم التطمينات التي تبثكم إياها عبر وسائل إعلامها من خلال ممثليها وقيادييها..  

ارسلت له هذه الكلمات على عجل.. بعد قليل أرسل.. ما العمل برأيك؟

في هذه اللحظة اخذت قراري بأن أكتب ما يجول بخاطري حقيقة، كتب له صديقي:

إذا ما انتصر الروس ستخرجون من القارات الثلاثة أوروبا وآسيا وأفريقيا، وسينقلب عليكم كل أصدقائكم من دون استثناء، عرباً وهنوداً وتركاً وفرساً، ناهيك أن الصين تنتظر انتصار الروس على أحر من الجمر، وسيتخلص الغرب الأوروبي من العلاقة معكم تحت عنوان المصالح الملحة.. وستتراجع بريطانيا لتعود إلى طاولة القسمة مع روسيا كما جرت العادة..

والعمل الوحيد برأيي أن تقطعوا دابر الروس بإخراجهم من شرق المتوسط، وتلجموا إسرائيل بحل حقيقي كما الحل الذي فرض في جنوب أفريقيا تماماً.. لحظتها ستضمنون بقاء قوتكم من خلال الحفاظ على حلفائكم الأتراك والدول الناطقة بالتركية ودول البلطيق والعرب جميعاً، وستخضعون إيران لمشيئتكم، وهي التي دائماً تصل إلى حافة الهاوية، لتعود زحفاً على الطاولة من دون شروط.. وستعود ورشتكم الصينية لسابق عهدها للعمل بأعلى طاقة عندها.. وستزحف الهند على بطنها نحوكم، دون أن تنبس ببنت كلمة وهي الأخرى ستوسع لكم ورشكم، التي بدأتموها من سنوات مضت.

أما أوروبا فحدث ولا حرج، وأنتم من يعرف العقل الوظيفي التي ورثتكم إياه، فكل شيء قابل للبيع، المهم أن لا يرون أو يعيشون الحروب الكبرى، بعد أن أخرجتهم الحروب من دورة الحياة، ليقال عنهم أوروبا الهرمة مرة أخرى.

وأتمنى أن تكون إجابتي قد أقنعتك.. رغم أنني أعتقد أن فيها الكثير الذي سيثير حفيضتك، لكن هذا ما يمكنني قوله، وهذا ما أراه من دون روتوش وكثير من الكلمات المنمقة..