بقلم: حسن فياض
صديقي الذي حج واعتمر بيت الله الحرام، لايجرؤ على البوح ويضنيه الحنين لزمن وعمر مضيا. يطيبُ له أن ينصب ليّ الكمائن المحكمة وفي ليلة مباركة كهذه.
محاولاً اخراجي عن صمتي طالبا مني فتوى متناسيا الهباش؟!
يذكرني ببستان المعضماني الكبير الواسع الذي شغل جزءاً من ذاكرة الصبا . بموقعه، اشجاره المثمرة وارفة الظلال، سياجة الغير مكتمل بأجمل أنواع الورود وسحرها الاخاذ، أشجار الزيزفون ذات الرائحة الفخمة الزكية.
أرسل ليّ منذ الصباح عبر الماسنجر موجات حنين عن ذلك المكان لاأملك سوى العوم في مدها عارضا من خلالها مشكلة :-أتعرف موقع شجرة المشمش الفرنسية في بستان المعضماني…؟_نعم اعرفه…!
كان يطيب لي المذاكرة تحت تلك الشجرة ذات الظلال الوارفة تغريني ثمارها الناضجة الكبيرة الطيبة، لذيذة حلوة المذاق، ذات الرائحة العطرة لا أقوى على مقاومة اغراءاتها ، تراودني عن نفسي وعن المذاكرة، توسوس لي شياطيني بتعمشقها،اعقد طرفي قميصي من الأسفل أُبكلُ زرائره اتسلقها، املءُ عبي من ثمارها.
ما أن أهم بالنزول حتى يلمحني (حسن الناطور) يُغير على الاصطبل يمتطي فرس أصيلة يطاردني بها كنتُ أسبقها وأصل المنطقة الآمنة حيث ضفاف النهر، و النسوة المتواجدات هناك لأغراض غسل الثياب وجلي الأواني المنزلية ليرُدَّنه على اعقابه، التقط أنفاسي واتأمل قميصي حيث تحولت ثمار حبات المشمش داخل عُبي إلى قمر الدين العقه واطفئ بهِ ظمأي.
_لدي مواعيد كثيرة نكمل فىيما بعد__لن أطيل بقي مشكلة صغيرة_هاتِها من باب الحنين والذكريات..كنتُ جائعا وبرفقة صديق طفولة يعض على سندويشة (دبس) قلتُ له هاتلك( هنشة) يعني لقمة صغيرة ناولني السندويشة قالَ ليّ :هنشة صغيرة قلتُ له: صغيرة جدآ وهنشت هنشة قضمتُ بها ثلاث ارباعها…! ضروري هلورطة…!المهم اللي عندو فتوى لصديقي لا يقصر..!