تحولت الأغاني العبرية الصاخبة إلى أداة تعيق العملية التعليمية في مدرسة عزون بيت أمين الثانوية، في محافظة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، بعدما قام المستوطنون في مستوطنة “شعاري هتكفا” المقامة على أراضي بلدة عزون والمحاذية للمدرسة، بتشغيل مكبرات للصوت بشكل يزعج الطلبة خلال يومهم الدراسي.
منذ ساعات الصباح ومع دخول الطلبة إلى صفوفهم، تبدأ مكبرات الصوت القادمة من المستوطنة بصوتها المزعج في الدخول إلى كل صفوف ومرافق المدرسة، بشكل أعاق التعليم، فلا يستطيع الطلبة التركيز مع الحصص الدراسية، ولا يستطيع المدرسون إيصال المعلومات دون تشويش.
ويقول علاء مراعبة، مدير مدرسة عزون عتمة الثانوية، لوكالة “سبوتنيك”: “منذ عدة أيام بدأ المستوطنون في مستوطنة شعاري هتكفا، بوضع مكبرات صوتية ضخمة محاذية للمدرسة، وفي كل صباح يتم تشغيل المكبرات لغاية نهاية الدوام، ويهدف المستوطنون من خلال هذا التشويش المتعمد والممنهج، إلى إجبارنا على المغادرة، فهم يستهدفون العملية التعليمية ويستهدفون وجودنا فوق أرضنا وفي مدرستنا”.
الأصوات المزعجة التي رصدتها الكاميرا أثناء التصوير أجبرت الكادر التدريسي في المدرسة على إخلاء الطابق العلوي، وذلك بسبب ارتفاع الأصوات المزعجة بشكل كبير، مما شكل حالة من الضغط على صفوف المدرسة التي تضم 280 طالب وطالبة، خاصة على المرحلة الثانوية، وتقول الطالبة نور عمر لـ”سبوتنيك”: “نحن نتعرض لانتهاكات ممنهجة من قبل المستوطنين، لإيقاف العملية التعليمية في هذه المدرسة، فلا نستطيع التركيز مع وجود هذا التشويش الذي لا يتوقف طيلة النهار، وأنا أوجه رسالة إلى العالم بأننا من حقنا أن نتعلم بدون أصوات المستوطنين المزعجة، وأقول للمستوطنين لن نرحل من هنا وهذه مدرستنا، وسنبقى نتعلم وسننتصر على أصوات مكبراتكم”.
الاعتداءات من قبل المستوطنين في المستوطنات المحاذية للمنشآت التعليمية الفلسطينية لا تتوقف عند حد الإزعاج بمكبرات الصوت، وإنما تتعدى ذلك إلى إغراقها بالمياه العادمة ومنعها من التطور والبناء، وفي بعض الأحيان مهاجمتها وهدمها، وتشكل مدرسة عزون عتمة نموذجاً لهذه الاعتداءات، والخاسر الأكبر هو الطلبة الذين يحرمون من أبسط حقوقهم في التعليم بحرية ودون تشويش أو قهر.