بقلم: عبد الكريم محمد
مساء الرغيف المغمس براحة زيت الزيتون.. وعبق الزعتر الذي يملأ فراغ جياع الأرض، عبقاً من نعمة.. مساء الشيح الفواح عطراً.. ورطوبة النسيمات القادمة من هناك..
مساؤك يا ذاك الجالس على جنبات القيصوم انتظاراً.. مساء أهل الجنة بعمامة بيضاء، مقصبة بخيوط تشبه خيوط الذهب، بريقاً.. وظلال تحاكي جنان الأرض بنفسجاً..
مساؤك فرح وذكريات وآمال، تنتظر ذاك الحلم الملائكي المجنح.. بعدما غادرتنا الأحلام بما تنوء به حملاً.. من ألم الحنين ومرّ الفراق..
مساء الخير لأهل الخير، وللتين والزيتون ألف مساء ومساء.. ولخصر الغجرية النحيل حزاماً مضاءاً من كواكب، سكنت بطن السماء.. وثنايا الردف منها.. وجبينها الوضاء، وجه البدر الساكن فينا وجداً.. أو ما يزيد..
ولقدها الخيزراني الممشوق، كتلك الظلال الواقفة بوجه الريح شموخاً.
سلام على الكائنات، التي أضحت وأمست، تعيش الأمل رغم الألم.. سلام على كل من يشاركنا نسيمات الهواء، يأخذ منها كسرة كيما يتنفس الصعداء.. انتظاراً بالفرح القادم على جناحي حمامة.. رحلت عكس الريح.