بقلم: د.أحمد خليل الحمادي
في الإعلام والوسائل الإعلامية يتم الإعتماد على شاهد عيان وعلى المراسلين للوسائل الإعلامية لإثراء المحتوى الإخباري ولإضفاء هالة من الصديقة، و لكن في مناطق القتال والاستهدفات التي لا يتواجد فيها غير المستهدف ( بضم الميم ) و المستهدف ( بفتح الميم ) البادية مثلا و الطايح فيها رايح و خاصة التي تجري ليلا في ساعات متأخرة، و مع ذلك ينشرون الخبر ويعززونه بشاهد عيان أو بحسب مراسلينا، فكيف يفعلون ذلك؟
وهل يظنون بأن متابعيهم بهذه السذاجة لتصديق ما يطرح ويقال؟
أم هو استغباء للمتلقين بهدف تعزيز أفكار وقناعات مسبقة الصنع ؟
شاهد العيان على أقله ومن المسلمات أن تكون الحادثة جرت أمامه وشاهدها وينقل للوسيلة ما شاهد، وهذا متعذر في الأحداث القتالية التي تجري في البادية السورية وخاصة في ساعات الليل الحالكة الظلام والإعتماد عليه من قبل الوسائل الإعلامية ينسف مصداقيتها، إلا في حالة تصادف وجوده على طريق عام و جرى الاشتباك أمامه أو رأى آثار الفعل ، و لكنه في هذه الحالة على الرغم من غرابتها لا يمكنه تحديد الجهة الفاعلة كونه لا يستطيع في حال كتب الله له السلامة استيقاف هؤلاء ليسألهم لمن يتبعون !!!
أما في حالة وجود المراسل أيضا هناك صعوبة بالغة بل مستحيلة، فلا يمكن له التواجد في منطقة يسوها أجواء العداء و القتل و الدم، و التخمين بأي منطقة سيجري استهداف ليتواجد فيه بغية نقل وتغطية ما يشاهده وهو ليس معتمدا من قبل أحد طرفي الاستهداف، فهل يعقل مثلا أن يتواجد شخص ما في منطقة مشتعلة بالنيران ومفتوحة وخالية من الناس الحياديين كالبادية ؟
وهل يمكن تصور مراسل صحفي يتواجد قرب مطار التيفور او قرب موقع قصر موزة العسكري أو في منطقة الدوى التدميرية أو في محيط المحطة الثالثة أو ….؟!!!
بالطبع لا فأي طرف سيكتشف وجوده سيقضي عليه للشكوك الكبيرة، التي ستدور حوله وسيحسب على الطرف المعادي، ففي حال اكتشفه جيش التحرير الشعبي سيعتبره من قوى استطلاع العدو ويقضي عليه.. و أيضا في حال أكتشاف أمره في هذه المناطق الخالية من قبل ميليشيا النظام الطائفي القاتل المجرم أو داعميه فسيحسب على الطرف المعادي.. ولذا سيتم القضاء عليه أو إيداعه الأقبية الأمنية و تغييبه وراء القضبان.
لذا ما نود قوله كجيش تحرير شعبي و نقولها بكل أسف بأن أغلب ما تنشره الوسائل الإعلامية بكافة أنواعها و المحسوبة على الثورة، فيه الكثير من عدم المصداقية والصحة.. على الرغم بأن محور محتواها الإخباري قد يكون صحيحا من حيث حدوثه، ولكن عدم المصداقية تتجلى في نسب الفعل لغير فاعلة ومن ذلك غالبية الوسائل الإعلامية التي تتبع سياسة إعلامية ممنهجة بنسب الأعمال الثورية للتنظيم الإرهابي ( داعش ) الغير متبقي له سوى جيوب و أوكار محدودة في جبال العمور و بعدد لا يتجاوز ١١٠٠ داعشي.
و نقول لهذه الوسائل الإعلامية بأن غالبية ما يجري من استهدافات ضد النظام الطائفي القاتل المجرم و داعميه هي أفعال و أعمال الثوار و الأحرار و أبطال جيش التحرير الشعبي و بأن الثورة مازالت مستمرة بأعمالها الثورية العسكرية و لن تنتهي إلا بتحقيق أهداف الثورة السورية ثورة الحرية و الكرامة و هي براء من الإرهاب و التنظيمات الإرهابية كداعش و أخواتها.