Opinions Social issues

ما بين صداقة الفيسبوك والصداقة.. هوة سحيقة لا يمارسها إلا أصحاب الضمائر

بقلم: رنا الصفدي

بقلم: رنا الصفدي


قد نفاجئ جميعنا، أن صداقة الفيسبوك تعتبر مناخاً أو متسعاً من الوقت للتسلية.. بل قد توافق على صداقة فيسبوكية، لا تعرف من هو هذا الصديق، لأن كل المعلومات المكتوبة عنه قد تكون كاذبة.. الاسم العمل أو المهنة العمر المكان الذي يقيم فيه، وضعه الاجتماعي ذكر أو أنثى.. كل هذه القضايا ملتبسة، إلا الذين تعرفهم جيداً وتربطك بهم علاقات الصداقة الحقيقية والجوار والقربي والعمل.

ولو ذهبنا بمقارنة بسيطة بعض الشيء، سنجد المدلول الحقيقي للمقاصد الذي نطرق لأجله هذا الباب، الذي يحمل بعض الحساسية من قريب أو من بعيد..

فالصديق الحقيقي هو الذي يثق بصديقه، ويطلعه على أسراره، ومخاوفه، وأفكاره، ولا يشكّ للحظة بأنّ صديقه ليس أهلاً لهذه الثقة، أو ليس أهلاً لحفظ الوعود، فهو يخبر صديقه بكلّ شيء يحدث معه بمنتهى الحرية، أي أنه يعلم بأنّ صديقه لن يخذله في يوم من الأيام.

وإذا ما سئل عن مسألة أياً تكن، يعطي رأيه الحقيقي فيها، ولا يجامله على حساب مصلحته على الإطلاق، فيقول رأيه بمنتهى الصراحة حتّى وإن أغضب صديقه، فهو لا يخاطر به من أجل إرضائه، وإنّما يسعى دائماً لأن يكون بأفضل حال، وهو أيضاً لا يوافقه دائماً على اختياراته أو قراراته، وإنّما يختلف معه كثيراً وكلّ ذلك من أجل مصلحته.
 
بل يُساند ويُساعد صديقه في أوقات ضيقه، ويكون داعماً له في حال وقع في المشاكل، أو كان في ضائقة ما ولا يتركه أبداً، فهو يأخذ بيد صديقه دائماً لينهض من مشاكله، ويدعمه نفسياً ومالياً، والصديق الحقيقي أيضاً هو الذي يستمع جيّداً لصديقه والمشكلات التي حدثت معه بكلّ صدر رحب، ويساعده قدر الإمكان على التخلص منها، فهو يحفزه على النهوض دائماً.

أما معظم أصدقاء الفيسبوك، لمجرد سؤاله من أنت؟ يعتبرها اهانة وتطفل وتجسس، بل أبعد من ذلك قد يعتبرها قضية أخلاقية.. دون أن يعي أن بعض صداقات الفيسبوك، تحولت إلى أخوة ومصاهرة وزواج وشراكة بالحال والمال والترحال، لكنها قليلة حقاً.. ولا زالت تعيش في غرف العناية المشددة..