بقلم: حسن فياض
بعد خمسة وثلاثين عاما امضاها أبو خليل في مهنة التعليم انتقل إلى رحمة ربه تاركا خلفه خمسة من الأبناء وراتبًا تقاعديًا لايكفي لتسديد الفواتير الشهرية للكهرباء المقطوعة والمقننة والهاتف الأرضي المعطل؟!
في ظل غلاء فاحش لكل السلع والحاجات الأساسية.
عبء كبير ومسؤوليات جسيمة وقعت على كاهل الزوجة أم خليل التي لم تكل من السعي جاهدةً لتحسين ظروف اسرتها الانسانية والمعيشية.
توسمت خيراً في قريبها وجارها بالسكن ‘محمود الذي يعمل في شركة عامة للبناء في المدينة تشرف على بناء صالة رياضية مغلقة.
قصدت بيته برفقة ابنها، استقبلهم بترحاب وابتسامة وطلبت منه أن يسعى بتأمين فرصةعمل ‘لخليل’في الشركة التي يعمل بها.
ضم محمود يده اليمني إلى صدره وخاطب أم خليل بنبرة صوت الواثق المتيقن :
خلص عندي، لاتهكلي هم أم خليل حضري له زوادة طعام ليوم الغد :بيض مسلوق، زيتون وخبز.
انفرجت آسارير وجه أم خليل وابتهلت بالدعاء لمحمود بالصحة..العافية والرزق.
في صباح اليوم التالي الباكر ترافق محمود وخليل إلى مكان المشروع عند مدخل الصالة الرياضية أخذ محمود زوادة الطعام من خليل وطلب منه الإنتظار ريثما يأتي رئيس المشروع ويأخذ له الموافقه ودخل الصالة المغلقة .
طال وقوف وانتظار خليل أمام الصالة مايزيد عن ساعتينملّ الانتظار عاد ادراجه الى البيت تعبا مكسور الخاطر.
عند العصر انتهى دوام العاملين بالمشروع وقبيل مغيب الشمس بقليل وصل محمود إلى المخيم توجه مباشرةً إلى بيت أم خليل متبعا اسلوب خير وسيلة للدفاع الهجوم وراح يوئنب بخليل أمام ناظري والدته وعلى وقع مسامعها لمَ غادرت؟ لِمَ لم تنتظر؟الحق عليّ! هذه المرة رح امرقلك إياها كرمال أمك كان يجيد التمثيل حد الاقناع.
قبل أن يغادر طلب من أم خليل أن تُعد لخليل زوادة طعام لليوم التالي :صحن مقدوس بطاطا مقلية زرين بندورة. ليتكرر ماحدث في اليوم الأول، استمر الحال بخليل اسبوعاً كاملاً محمود يأخذ زوادة الطعام وخليل ينتظر دون جدوى ويرجع خائباً. آخر مرة لمحت أم خليل محمود وهو يقترب قاصدا بيتهم خاطبت خليل :لاتطلع برات البيت محمود أتى!
_أمي حضري له زوادة بالطعام الذي يرغب لن أذهب للعمل.؟!
ليت الأمور متوقفة على زوادة طعام يا محمود.. القطط السمان والحيتان الكبيرة لم تبق أخضراً ولايابساً.. لم تبق شيئاً.