بقلم: إياد مصطفى
حقيقية كنا نحاذر أن نطرق هذا الباب، خوفاً على بعض الصادقين في المعارضة السورية، لكن لا بد من المكاشفة لأنها صابونة تنضف الجروح وتشفي بعضاً من القروح.. فكلما ناقشنا مع بعضهم القضية السورية، سرعان ما يجد الذريعة جاهزة لتبرير انتهازيته السياسية، ظناً منه أن بعض دويلات الخليج ستنتصر لقضيته، وستغدق عليه الأموال بلا حساب..
أي سرعان ما يصدر لك في حديثه إيران وحزب الله والميليشيات الطائفية وروسيا، متناسياً أن هؤلاء جميعاً وجدوا على الأرض السورية، بتوافق دولي وأموال خليجية تقدر بالمليارات.. هؤلاء يدعمون ليس فقط بالأموال بل وبشراكات اقتصادية واجتماعية وعسكرية وأمنية..
خاصة وأننا ندرك جيداً وكلنا يعيش الحدث بكل تجلياته، أن من أجهض وأجهز على الربيع العربي في كل بلدان الربيع العربي ما يسمى بالخليج العربي، مدعوماً بقوى الشر على وجه الأرض بشرقها وغربها.. بمصر لم تكن هناك إيران وحزب الله وروسيا، كان السيسي وإسرائيل وأمريكا والسعودية والإمارات، عندما ذبح الشعب المصري لتنقل الجثث بالشاحنات، ويتم القضاء على أية فكرة، قد تنادي ببناء المجتمع الديموقراطي..
وقس على ذلك الدعم الغربي – الإماراتي لحفتر في ليبيا، دون أن نتجاهل الأيادي الإسرائيلية الخفية، لتلتحق تونس بذات الركب من الخراب، واليوم ما نشهده بتونس يصب في ذات المنحى، ومن يسعى لخرابها هي ذات الأيدي مدفوعة بذات الأهداف.. وقس على ذلك السودان وعصابة العسكر المأجورة.
المهم على المعارضة السورية، أو بعضاً منها، أن تدرك جيداً، أن الديموقراطية والانعتاق والتحرر من رجس نظام الأسد لا يمكن أن يتم، بالمواربة واللعب على الحبال واللوذ بالتبريرات الواهية والتافهة.. النظام العربي وجامعته المنتهية الصلاحية والغرب عموماً، هم من يقفون ضد تطلعات كل شعوب المنطقة، بمن فيهم الشعب السوري، وإيران وروسيا وحزب الله وغيرهم قتلة وإجراء ليس إلا.