بقلم: عبد الكريم محمد
غريب أمر البشر كيف يرتضون أن تسير بهم الأشرعة على غير هدى، ليأت عابر أو مارق أو وكيل يمتشق قيادتها، دونما أن يعرف له نسباً ومن اي مكان أتى..
حقيقة لم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، فقد تجرأ كل عاهر ومارق ومأفون وقواد وما يساويه بالتسمية من النساء، يحاضر أو تحاضربالعفة، بل هو من يعطي صكوك الغفران، بالشرف وهو من يمسح العار، عبر بصمات ربانية ونفحات إيمانية عن الناس ليكسوهم ثوب عفتهم..
سألني مرة صديقي الذي لا يزال على قيد الحياة، في أحد شوارع عاصمة دولة غير عربية، كيف تعرف الناس بعضها بعضاً؟
قلت له أبسط قضية هذه القضية، وأتمنى لو كل القضايا الكبيرة والمشكلات العالقة بحجم هذه المعرفة، لانتهت مشكلاتنا..
باستهجان اعاد السؤال كيف إذاً؟!
قلت له بسيطة، عندما تصادف رجل أو امرأة تلقي التهم على الناس، هدفاً للنيل من شرفهم وكرامتهم، عليك أن تأخذ موقفاً صارماً، دون العودة لحلف يمين على القرآن، بأن هذا الرجل أو هذه المرأة تعمل داعرة بكل تأكيد..
وعندما يصادفك أحد هؤلاء ليتهم الناس بأبناء الزنى، عليك أن تتذكر لا يعرف أبناء الزنى إلا أبناء الزنى.. ولا يعرف أبناء الحرام إلا أبناء الحرام أمثالهم..
أما الاتهامات بالخاينة، وإعطاء الشهادات بالوطنية، فحدث ولا حرج، فكل من يحاضر بالوطنية، هو مارق حقير لا يربطه بالأوطان قيد أنملة على الإطلاق.. فهو من غير البلاد وقد مرَّ عليها جدُّ له وطاب له المقام فيها، فكان هو ذاك الآفاق.. ليأت اليوم ويناقش بالوطنية وأحقية الملك في هذا الوطن أو ذاك..
المهم لا يزايد عليك بالوطنية إلا عابراً أو مارقاً أو جاسوساً، فالوطنية غريزة كما كل الغرائز، كما غريزة الأمومة على سبيل المثال لا تحتاج، لدروس وشعارات وكثير من العناء..
فلا الشرف ولا الوطنية منحة من أحد، وكل من يعبث بهما، هو داعر وجاسوس وآفاق.. ليس من مكان بعد اليوم من أن نسمع شعارات عفة الشراميط ودروس وشعارات الوطنية، فكل شيء بات معروفاً، والأيام بين الناس دول.