Opinions

لأخوتنا الذين يعطون ليوم الجمعة قدسية الزمن دون غيره.. ذبحتونا بالفيس ورسائل المسنجر

بقلم: إياد مصطفى

الواقع عندما يوصلنا الزمن أحياءً لمساء كل يوم خميس، نحار على من نرد لكثرة التهاني والتبريكات، في يوم الجمعة.. وكأن يوم الجمعة قد أعطي لونا آخر وطعماً آخر من الزمن.

فالحديث القدسي الذي يقول فيه النبيُّ ﷺ: لا تسبُّوا الدهر، فإنَّ الله هو الدهر، أو كما ورد، ما المقصود بالدهر؟ هل هو مرور الزمن؟ وإذا كان كذلك فهل يجوز أن نقول: إنَّ صلاتي ونُسكي لدهري، باعتبار أنَّ الدهر هو الله؛ استنادًا إلى هذا الحديث؟

الدهر هو الزمان، ومعنى لا تسبُّوا الدهر؛ لأنَّ الدهر ليس عنده تصرُّفٌ، المتصرف في الدهر هو الله وحده، ولهذا قال ﷺ: لا تسبُّوا الدهر، فإنَّ الله هو الدهر، يُقلِّب ليلَه ونهارَه يعني: هو المتصرف فيه سبحانه وتعالى. 

والدهر هو الزمان، كانوا في الجاهلية يقولون: ما يُهلكنا إلا الدهر، فأنكر الله عليهم ذلك، فالدهر هو الزمان، لا يُسبُّ؛ لأن سبَّه سبٌّ لما لا يستحق السبَّ، ليس في يده تصرُّفٌ، المتصرف هو الله وحده، هو الذي يُقلِّب الليلَ والنَّهار، وينزل ما ينزل، ويقدر ما يقدر .

ولهذا في الحديث الصحيح يقول الله جلَّ وعلا: يُؤذيني ابن آدم؛ يسبُّ الدهر، وأنا الدهر، أُقلِّب الليل والنَّهار، فمعنى أنه الدهر: يُقلِّب ليله ونهاره، ويُصرِّف شؤون هذا الدهر بين العباد، فلا يُسبُّ الدهر؛ لأنَّ سبَّ الدهر معناه سبّ للذي يُصرِّف شؤونه.

ومكانة في الاجتماع والتلاقي ومناقشة حياة الناس واحتياجاتهم، من الجمعة إلى الجمعة، وليس اختزال الدهر والزمن في يوم أو لحظة أو حصة زمنية..

الله هو الزمان وهو القابض على الزمان، يخرج بإرادته ويدخل بذاته ولذاته عز وجل، وهو القابض على الزمان.. كفانا ادعاءاً وجهلاً.. فمن يرى باجتماع يوم الجمعة واجباً عليه أن يقدم الواجبات المترتبة عليه، والصلاة في كل الأيام وقد اعتبرت كتاباً موقوتا كما نصت عليه الآية الكريمة، (فَأَقِيمُواالصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) (سورة النساء الآية103)..