علق مقربون من المرشد الإيراني، علي خامنئي، على الأزمة العاصفة بين السعودية ولبنان، والتي سحبت في إطارها الأولى سفيرها من بيروت، وطردت سفير الثانية من أراضيها، وتبعتها في ذلك معظم الدول الخليجية.
جاء ذلك وفق ما نقلته وكالة “رويترز” عن مسؤول إيراني كبير مقرب من مكتب الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
واعتبر المسؤول الإيراني أن تحرك الرياض يظهر أن السعوديين “يخسرون أمام إيران على الجبهة الدبلوماسية ويحتاجون إلى بعض النفوذ”.
وبينما أظهرت الأزمة أن السعودية قادرة على “عزل لبنان”، فإنها لن تكون قادرة على عزل “حزب الله”، وفق ما صرح به المسؤول الإيراني.
وتسببت تصريحات لجورج قرداحي، وزير الإعلام اللبناني في حكومة نجيب ميقاتي، التي تم تنصيبها في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد شهور طويلة من الفراغ السياسي، في أزمة شديدة مع الرياض.
واعتبر قرداحي في مقابلة متلفزة قبل توليه مهام منصبه، لكنها نشرت مؤخرا، أن جماعة “أنصار الله” في اليمن “تدافع عن نفسها ضد اعتداء خارجي منذ سنوات”.
واحتجاجا على الخطوة، سحبت السعودية سفيرها لدى بيروت، وأمهلت السفير اللبناني لديها 48 ساعة لمغادرة البلاد، كما أعلنت وقف الواردات اللبنانية.
وخلفت الأزمة عاصفة سياسية داخل لبنان، بين مطالبات لقرداحي- الذي رفض الاعتذار للمملكة- بتقديم استقالته لنزع فتيل الأزمة مع السعودية المعروفة بدعمها السخي للبنان، وبين من يعتبرون أن استقالته تمس بـ “الكرامة الوطنية” للدولة اللبنانية.
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قد اعتبر في تصريحات لـ”رويترز” قبل أيام أن القضية “أبعد من تصريحات قرداحي”، الذي تولى منصبه بعد أن رشحه سليمان فرنجية، لنجيب ميقاتي لدى تشكيل حكومته.
وتابع الوزير السعودي وقتها: “أعتقد أن من المهم أن تصيغ الحكومة في لبنان أو المؤسسة اللبنانية مسارا للمضي قدما بما يحرر لبنان من الهيكل السياسي الحالي الذي يعزز هيمنة حزب الله”.
ويرى مراقبون أن الأزمة الأخيرة بين السعودية ولبنان، تعكس بعمق الخلاف العابر للدول بين المملكة وإيران، واللتين تتمتع كل منهما بنفوذ معين على الساحة اللبنانية، لتجد بيروت نفسها في عين العاصفة بين الرياض وطهران.