Economy

تقرير: روسيا تدعم تشغيل خط أنابيب النفط بين العراق وسوريا كبوابة إلى أوروبا

نشر موقع “أويل برايس – OilPrice” المتخصص في شؤون الطاقة تقريرا يشير إلى دعم روسيا للمساعي العراقية الرامية إلى إعادة تشغيل خط أنابيب النفط الاستراتيجي الواصل بين مدينة كركوك العراقية وميناء بانياس السوري على البحر المتوسط، في خطوة تهدف إلى تعزيز نفوذ موسكو الإقليمي وفتح منفذ جديد لصادرات النفط نحو أوروبا.

ووفقاً لما نشره الموقع، فإن هذا المشروع يحظى بتأييد واسع من موسكو، في إطار تنسيق متزايد بين روسيا وإيران والعراق، لإحياء ممر طاقة استراتيجي يربط بين الدول الثلاث وصولًا إلى السواحل السورية.

إعادة ترتيب الأوراق بعد سقوط النظام

ويأتي ذلك بعد أشهر فقط من الإطاحة بالنظام السوري في كانون الأول/ ديسمبر 2024 مما دفع روسيا إلى إعادة ترتيب أوراقها السياسية والعسكرية في المنطقة.

وذكر الموقع أن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، كان أول مسؤول دولي رفيع يزور دمشق عقب السقوط، في إشارة واضحة إلى تمسك موسكو بدورها في الملف السوري.

كما زار وفد أمني عراقي العاصمة السورية، بقيادة رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي، حميد الشطري، تأكيداً على تنسيق الجهود الإقليمية.

أهمية خط أنابيب كركوك-بانياس

ويُعتبر خط الأنابيب المزمع إعادة تشغيله، والذي يبلغ طوله نحو 850 كيلومتراً، مشروعاً حيوياً للعراق وروسيا وإيران، وكان الخط قد توقف عن العمل منذ عام 2003 عقب الغزو الأميركي للعراق، في حين أُبرم اتفاق عام 2010 لبناء خطين جديدين لنقل الخام الخفيف والثقيل على ذات المسار، دون أن يُنفذ فعلياً.

وأشار مصدر أمني أوروبي لموقع “OilPrice” إلى أن المشروع يحظى أيضاً بدعم صيني، ويتماشى مع خطط بكين ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، فضلًا عن ارتباطه بمشروع “طريق التنمية” الذي يربط البصرة بجنوبي تركيا.

كما أشار التقرير إلى أنّ روسيا ترى في سوريا ركيزة أساسية ضمن “الهلال الشيعي” الذي يشكل ممراً استراتيجياً يمتد من إيران مروراً بالعراق وصولاً إلى البحر المتوسط، بالإضافة إلى أنها تضم مرافق عسكرية واستخبارية روسية مهمة، من بينها قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية.

استراتيجية “اللعب طويل الأمد”

وفي سياق أوسع، ترى موسكو أن إحياء هذا الخط يمكن أن يعزز من قدرتها على تصدير النفط والغاز، سواء من حقولها أو من الحقول الإيرانية والعراقية، نحو الأسواق الأوروبية والأفريقية، ما يعزز استقلال هذه الدول عن الطرق التقليدية الخاضعة “للرقابة الغربية”.

وبحسب الموقع، فإن روسيا والصين تراهنان على استراتيجية “اللعب طويل الأمد” في الشرق الأوسط، في مواجهة النفوذ الأميركي المتراجع، معتمدتين على حلفائهما الإقليميين وفي مقدمتهم العراق، لتحقيق أهدافهما الجيوسياسية والاقتصادية.

Leave a Reply