International

“تشدد خامنئي”… أمر قد يثير الحرب وبعضهم يطالب بـ”إيجاد حل”

حذر محللون ودبلوماسيون من “أمر شديد الخطورة” قد يؤدي في نهاية المطاف إلى نشوب حرب ضد إيران لتعطيل برنامجها النووي، في الوقت الذي تبدو فرص التوصل إلى اتفاق بينها وبين القوى العالمية ضئيلة.


وقال دبلوماسيون إن حكام إيران يعتقدون أن الموقف المتشدد الذي يقوده الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قد يجبر واشنطن على قبول مطالب إيران، بحسب وكالة “رويترز”.

لكن دبلوماسيا من الشرق الأوسط قال إن ذلك “قد يكون له أثر عكسي. هذا أمر في غاية الخطورة والحساسية. فشل الدبلوماسية ستكون له عواقب على الجميع”.

وقال مسؤول أمريكي بارز إن إيران تراجعت خلال الجولة السابعة من المحادثات عن أي تنازلات قدمتها في الجولات السابقة وتمسكت بالتنازلات التي قدمتها الأطراف الأخرى وطلبت المزيد.

وتبدو فرص التوصل إلى اتفاق بعيدة نظرا إلى الفجوات الكبيرة بين إيران والولايات المتحدة فيما يتعلق ببعض القضايا منها سرعة ونطاق رفع العقوبات ومتى وكيف ستتراجع إيران عن خطواتها النووية.

وتصر إيران على رفع فوري لجميع العقوبات بشكل يمكن التحقق منه، وتطلب كذلك ضمانات بألا تتراجع أي إدارة أمريكية مرة أخرى عن الاتفاق. لكن بايدن لا يملك التعهد بذلك لأن الاتفاق النووي تفاهم سياسي غير ملزم وليس معاهدة ملزمة قانونا.

وقال مسؤول إيراني بارز: “من انتهك الاتفاق؟ الأمريكيون. من الذي يجب أن يعوض عن ذلك ويكون مرنا؟ الأمريكيون بالطبع”.

وقال المسؤول الإيراني: “كيف يمكننا أن نثق في الأمريكيين مجددا؟ ماذا لو تخلوا عن الاتفاق مرة أخرى؟ لذلك يتعين على الطرف الذي انتهك الاتفاق تقديم ضمانات بأن ذلك لن يحدث مرة أخرى”.
وأضاف: “هذه مشكلتهم وليست مشكلتنا ويتعين عليهم حلها… يمكنهم إيجاد حل وتقديم ضمانات لنا”.


وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، إن واشنطن تواصل انتهاج الوسائل الدبلوماسية مع إيران لأنها “لا تزال حتى هذه اللحظة الخيار الأفضل”، لكنه أضاف أن بلاده “تشارك بفاعلية مع الحلفاء والشركاء بشأن بدائل”.

والمخاطر كبيرة، ففشل المفاوضات ينطوي على خطر نشوب حرب جديدة في المنطقة إذ تضغط إسرائيل لانتهاج سياسة مشددة في حال فشلت الدبلوماسية في كبح أنشطة إيران النووية.

وبدأت مباحثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، في أبريل/ نيسان، لكنها توقفت في يونيو/حزيران بعد انتخاب إبراهيم رئيسي، وهو من المحافظين، رئيسا لإيران.

وعاد فريق التفاوض الذي شكله الرئيس الجديد إلى فيينا بعد خمسة أشهر بموقف غير قابل للمساومة.


ومما يزيد من المخاطر بشكل كبير، فرض إيران قيودا على المهام المنوطة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب الاتفاق النووي وجعلها زياراتهم مقصورة على المواقع النووية المعلن عنها فقط.