بقلم: عبد الكريم محمد
البارحة قضيتها بالاتصالات مع كثير من المهتمين، وفي بداية كل اتصال كان يتردد السؤال ذاته، لماذا بدأ يتعاظم ويكبر حجم التعدي على مكانة النبي محمد مؤخراً؟! وما هي الأسباب الكامنة خلف ذلك؟
الحقيقة بعيدا عن المقدمات والتذاكي، أن النظام العربي بما يمثله من رويبضات وأنذال، وتعاظم حجم الدياثة في النظامين العربي والإسلامي، هو وحده من يدفع المنحرفين والساقطين والعنصريين والطائفيين وكل زعران الأرض غلى التفكير بالقاء السباب والتهم على النبي محمد والدين الإسلامي الحديث..
هذه الأنظمة الساقطة اخلاقياً، هي من يتآمر على الإسلام وأهله، وهي من يرضى بكل أنواع الاتهامات التي توجه لأخيار الأمة، بذريعة الإرهاب وغيره، لدرجة أن المسلم يخاف ان يواضب على صلاة الصبح في المساجد، بصرف النظر عن سنه حتى لا يقال عنه متعصباً أو إرهابياً.
على النظام العربي المنحط والاسلامي الرخيص، أن هذا السلوك المتآمر وهذه الخسة والنذالة، لن تؤمن لهم ديمومة بقائهم على الكرسي القذر، وأن رضال اليانكي الغربي بقيادة أمريكا، لا يمكنه أن يقوى على تآبيد مواقعهم، والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى.
فالتطاول على كل الأنبياء جميعاً باعتبارهم أنبيائنا، لا يمكن أن يمر عفو الخاطر، وأن هذا الأمر كمن يراكم الحمم تحت الرماد، وان اتهام العرب والمسلمين بالإرهاب والمروق، لا يمكنه ان يثن من قوة الإيمان الراسخ بالأمة..
وعلى القوى الخفية المدفوعة بحوامل الحقد من منطلقاتها الدينية والعنصرية، أن تتوقف عن اللعب بالنار، فاللعبة مكشوفة والناس لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي، وعلى النظام الغربي أن يتوقف ليراجع نفسه على المستوى الداخلي، ليكون أكثر عقلانية في اطلاق أحكام القيمة، وهو الذي اسس للتطرف الديني.
كما يتوجب على الهند والصين وكل شعوب الأرض، أن تتوقف عن اضطهاد المسلمين، فالمسلمون باعهم طويل وعصاهم أغلظ وساعدهم أقوى، لا تخرجوا الحليم عن حلمه، حتى لا يجعل حياتكم جحيماً، بل ساعدوا الحليم ليتعاظم حلمة، حتى تكبر مع كبر الحلم جسور المحبة والألفة والعلاقات الإنسانية واحترام المصالح البينية المتبادلة..
من يشعل نار الحقد الديني، انطلاقاً من دوافع دينية، سيكون هو أول من سيكتوي بهذه النار، التي إذا ما تصاعدت لهيبها وضرامها، لن يطفئها مئات السنين من العبث.