بقلم: إياد مصطفى
بعيداً عن التبشير الذي غالباً ما يروق للبعض، ويغضب أو يخيف ويفجع البعض الآخر، الأيام القادمة، غير البعيدة، ستحمل معها الكثير من المفاجآة غير السارة للكثير من النظم والقوى السياسية ومليشياتها..
هذه المفاجآة تأتي من سوء الطالع للبعض ومحاسن الصدف للبعض الآخر، بعد أن بدأت قدور أزمات الدول المهيمنة تغلي خارجها.. ولم يعد معها متسعاً من الوقت للانتظار كثيراً، فالأخطار الداهمة في داخلها، ستضطرها على وجه السرعة، لحمل جزء مما تقوى عليه من هذه الأزمات للخارج؛ اي كما يحلو القول للبعض بترحيلها.
هذه المرة لن يكون الشرق الأوسط الساحة الوحيدة لمكب نفايات الأقوياء، بل ستتسع الرقع لتصل بحر الصين وأوكرانيا وبعض الجمهوريات الناطقة بالتركية.. وسيكون الشرق الأوسط ممسحة أو اسفنجة ما تنتجه هذه المماحكات، ليجبها على حسابه..
هكذا كان هذا الشرق اللعين وما يزال، اسفنجة لتنظيف ما يخلفه العالم من قاذورات وأوساخ، ومحطاً للتجارب غير السارة على الإطلاق..
المهم بالأمر، هناك شيئاً يلوح في الأفق، لن يقوى عاقل على كبح تداعياته، وأن الأيام القادمة حبلى بالكثير من المفاجآة، التي تقض مضاجع الكبار قبل الصغار..
وإذا ما تعذر الأمر على جميع اللاعبين، سنشهد تغيراً على مستوى العالم، يطال كل البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويؤسس لبناء علاقات جديدة تختلف بشكلها ومضمونها وآليات عملها، اختلافاً جذرياً عن ما يشهده عالم اليوم.
وهنا لا بد لنا من التوضيح، قبل أن نتهم بالنرجسية أو العدمية، أن الحروب الكونية التي شهدها العالم في القرن الماضي كانت حاجة لابد منها، وأن ثمة حروباً في عالم اليوم والغد وبعد الغد لا بد منها..
ولنا أن نذكر أن توازن الرعب الحاضر هذه الأيام، كان موجوداً على أقل تقدير في الحرب العالمية الثانية.