
كشف الجيش الإسرائيلي، مساء يوم الأحد، نتائج تحقيقه في هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنّته “كتائب القسام” وفصائل فلسطينية على مستوطنة “نتيف هعسرا” بغلاف غزة في 7 أكتوبر 2023.
وأكد التقرير وقوع فشل استخباراتي وتفسير خاطئ للبيانات الاستخباراتية الواردة، ما أسهم في تأخر رد الجيش، وأشار التحقيق إلى أن تقييم الوضع في ساعات الصباح الأولى كان “روتينيا”، ولم تكن هناك أي تحذيرات مسبقة حول الهجوم.
ولفت الجيش إلى أنه “في الساعة 06:29 صباحا، استهدف المقاتلون الفلسطينيون نظام المراقبة الناري في المستوطنة، مما أدى إلى فقدان الجيش القدرة على رصد التسلل والإبلاغ عنه في الوقت المناسب”.
وأوضح التقرير أن المسلحين تسللوا إلى المستوطنة باستخدام الطائرات الشراعية، ثم انتقلوا من منزل إلى آخر، في ظل غياب الاتصالات بين الجيش وسكان المستوطنة، ولم تصل قوات إسرائيلية كبيرة إلى المنطقة إلا بعد الظهر، بعدما غادرها عناصر “القسام”.
وأسفر الهجوم عن مقتل 17 مستوطنا داخل المستوطنة، إضافة إلى ثلاثة آخرين خارجها، بينهم أعضاء في فرقة الطوارئ، فيما أصيب العشرات بجروح متفاوتة.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن خطة الخداع التي نفذتها كتائب القسام قبل هجوم “طوفان الأقصى” تعد واحدة من أكبر وأعقد الخطط في التاريخ العسكري.
ووصف مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي الهجوم بأنه “كارثة عسكرية غير مسبوقة”، مضيفًا أن التحقيقات كشفت ضعفًا خطيرًا في الجاهزية والقدرة على الاستجابة السريعة. وأكد الجيش أن “الإخفاق يتطلب التعلم لأجيال قادمة”، مشيرًا إلى أن التحقيقات لم تقدم “تفسيرات مرضية” لهذا الفشل الذريع.
ويشير التحقيق إلى أن التخطيط لهجوم 7 أكتوبر بدأ قبل أكثر من عقد، مع تبلور استراتيجية حماس بعد عملية “حارس الأسوار” في 2021، حين أدركت الحركة أنها قادرة على إلحاق ضرر كبير بإسرائيل. وتُعتبر تلك العملية نقطة تحول في العقيدة القتالية لحماس، حيث بدأت بتطوير تكتيكات هجومية متقدمة مستفيدة من نقاط الضعف في الدفاعات الإسرائيلية.
تُظهر هذه التحقيقات صورة مقلقة في إسرائيل لمستوى الإخفاق العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي في مواجهة “طوفان الأقصى”، وسط تساؤلات حول مدى استعداد الدولة العبرية لمواجهة تهديدات مستقبلية مماثلة.
المصدر: القناة 13 الإسرائيلية