Opinions

إياكم وتصديق الكبار.. أياً يكن عددهم


بقلم: عبد الكريم محمد
بلحظة غير متوقعة قد يصبح الكبير صغيراً، والذئب رغماً عنه قد يصبح صديقاً للحمل.. والثعلب أخُ للدجاج ومربي فاضل للصيصان..
لقد ولت كثيراً من الإمبراطوريات إلى غير رجعة، لترقد بين دفوف كتب التاريخ المزركشة، على بضعة وريقات كتبت بالحبر الأسود، بريشة المهتمين أو المتخصصين..

فالتاريخ باعتبار سلسلة متواصلة من الأحداث، لا يمكنه أن يخرج عن إسرار دائرة الزمن.. لذا دائما ما نردد مقولة الزمن دوار..
بل دائماً ما نستحضر الآية الكريمة ﴿ وتلكَ الأيامُ نداولها بينَ الناس ﴾..

 إنه والله لولا الدول ما أوذي المؤمنون، ولكن قد يدال للكافر من المؤمن، ويبتلى المؤمن بالكافر، ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه، ويعلم الصادق من الكاذب.

قال الإمام ابن الجوزي.. “إعلم أن الزمان لا يثبت على حال فتارة فقر، وتارة غنى، وتارة عز، وتارة ذل، وتارة يفرح الموالي، وتارة يشمت الأعادي ..

فالسعيد من لازم أصلاً واحداً على كل حال وهو تقوى الله عز وجل فإنه إن استغنى زانته، وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر، وإن عوفي تمت النعمة عليه، وإن ابتلي حملته، ولا يضره إن نزل به الزمان أو صعد، أو أعراه أو أشبعه أو أجاعه؛ لأن جميع تلك الأشياء تزول وتتغير والتقوى أصل السلامة حارس لا ينام.

الحقيقة لا أطلب التقوى من عدمها من أحد مطلقاً، بل أحببت التذكير بأن بدر كانت نصراً للمؤمنين، لتأتي بعدها أحد طامة عليهم.. فلا يحلم الكبار أو يستكينوا لقوتهم من عدمها.
 
وأن يعلموا جيداً، أن الأيام دول وصولات وجولات، وأن المسألة تكمن بعدم الديمومة لأحد على وجه الأرض، وأن الحرب سجال.