Culture

إنها الكذبة الكبرى.. تأثير الإنسان بالطبيعة

بقلم: عبد الكريم محمد

بات ضرورياً أن يتوقف البشر عند كذبتهم الكبرى التي تقول بقدرة الإنسان على التأثير بالطبيعة، فالإنسان بكل تجاربه وأبحاثه بل وعبثه اللامتناهي بكل ما يستطيعه من عبث، لا يمكنه أن يؤثر قيد أنملة في الطبيعة..

ولعل الأموال الطائلة التي تدفع في مراكز الأبحاث والدراسات، هي ملهاة لا أكثر، بل هي بوابة للفساد والسرقات ومحاولة لفتح الآفاق لأيدي عاملة وشركات فاسدة، تعتاش على مثل هذه الترهات لا أكثر..  

فطبقة الأوزون وغيرها بالطبيعة تتأثر بفعل الطبيعة ذاتها، إذا افترضنا وقبلنا جدلاً بأنها تتأثر، وقد أثبتت كل الدراسات والأبحاث والعلوم أن الثقب الأسود موجود منذ وجدت الطبيعة على ما هي عليه، وأن كل ما يقال عنه هو مجرد اكتشافات لبعض خفايا الطبيعة، التي لا تزال معرفتها مجهولة بالنسبة لنا..

أما كذبة زيادة حرارة الأرض والانبعاثات الغازية خاصة غاز الكربون وبعض الغازات الأخرى، فحريق غابة واحدة منذ القدم، توازي كل الانبعاثات الغازية الناتجة عن الصناعات التي يقوم بها البشر جميعاً..

وأن ديالكتيك العلوم الطبيعية، يؤكد بما لا يرقى إليه الشك أن الأصل، وهي الطبيعة، هو وحده من يقوى على التأثر بموجوداتها، والإنسان جزء يسير ويسير جداً بكل عبثه من هذه الموجودات، ولا يمكنه أن يقوى على الإطلاق في التأثير على الطبيعة، ذات القوة غير المتناهية وغير المعروفة حتى هذه اللحظة..  

ولعل الطبيعة أقوى في الدفاع عن نفسها بنفسها، وهي الأقدر على ترميم ذاتها بذاتها، وأن الإنسان أقل قدرة على التأثير، بل أقل قدرة من الطفيليات غير المرئية له في هذه الطبيعة.. والذي ما يزال يجهل حقيقة تاريخ وجود هذه الطبيعة.. بل ويجهل متى وجدت الحياة في الطبيعة.