أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء اليوم الجمعة، التوصل إلى اتفاق مع السعودية بشأن جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر، وفق وسائل إعلام أمريكية وعبرية.
وقال بايدن على ما نقلت وكالة “أسوشيتد برس” إن قوات حفظ السلام الأمريكية ستغادر جزيرة تيران بحلول نهاية العام، كجزء من اتفاق تم التوصل إليه خلال ما أسماه “سلسلة اجتماعات جيدة” في مدينة جدة السعودية.
فيما قالت وكالة “بلومبرغ”، نقلا عن بيان للبيت الأبيض: “القوات الدولية التي تضم جنودا أمريكيين ستغادر تيران بحلول نهاية العام (..) جميع الدول المعنية – بما في ذلك إسرائيل – وافقت على التغيير”.
وجاء في بيان البيت الأبيض أن “السعودية وافقت على الحفاظ على جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في المنطقة والاستمرار فيها”. ورحب بايدن بالترتيب “الذي تم التفاوض عليه على مدى عدة أشهر وأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل”.
وقالت بلومبرغ إن “الاتفاق، على الرغم من توسط الولايات المتحدة، هو من بين عدد من الخطوات التي رسمها المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون على أنها خطوات مبكرة نحو تطبيع محتمل للعلاقات. لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والسعودية”.
وتابعت الوكالة: “وافقت مصر على التنازل عن سيادتها على تيران وجزيرة صنافير المجاورة للسعودية في عام 2017. تعد الجزيرتان جزءا من معاهدة السلام الإسرائيلية لعام 1979 مع مصر، وقد تطلبت موافقة إسرائيل على الترتيبات الأمنية وضمانات احترام حرية الملاحة فيها”.
تقع تيران وصنافير بين سواحل المملكة العربية السعودية ومصر واستخدمت في النزاعات الإقليمية السابقة لمنع وصول إسرائيل إلى البحر الأحمر. تم نشر قوات حفظ السلام الدولية هناك منذ عقود.
وتقع الجزيرتان غير المأهولتين بالقرب من نيوم، المشروع الضخم لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار على البحر الأحمر.
قال المسؤولون التنفيذيون في نيوم إنهم يريدون تحويل جزر المشروع إلى وجهات سياحية راقية.
من جانبها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن الاتفاق الأمريكي السعودي يعني نقل هذه الجزر إلى السيادة السعودية الكاملة مقابل الالتزام بحماية حرية الملاحة.
وأضافت: تقع الجزيرتان في مضيق تيران الذي يفصل البحر الأحمر عن خليج إيلات. أعطت إسرائيل موافقتها على نقل المفتشين من الجزيرتين إلى شرم الشيخ مقابل التزام سعودي تقبل بموجبه الرياض الالتزامات الواردة في الملحق العسكري لاتفاقية السلام مع مصر، إلى جانب الحفاظ على حرية الملاحة في مضيق تيران (..) وافق وزير الدفاع بني غانتس على الخطوط العريضة الأمنية للاتفاق قبل عام”.
فيما قالت صحيفة “هآرتس” العبرية: “سيطرت السعودية على جزيرتي تيران وصنافير حتى عام 1950، عندما سلمتهما الرياض إلى القاهرة خشية أن تستولي إسرائيل عليهما. استولت إسرائيل على الجزر في عام 1967 خلال حرب الأيام الستة، لكنها أعادتها إلى مصر في عام 1982 كجزء من انسحابها من شبه جزيرة سيناء.
في عام 2017، اتفقت مصر والسعودية على إعادة الجزر إلى الرياض – وهي الخطوة التي وافق عليها البرلمان المصري”.
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، وصل الرئيس الأمريكي إلى مدينة جدة السعودية قادما من إسرائيل في رحلة مباشرة لأول مرة من مطار بن غوريون بتل أبيب.