بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
ما راح نقول فول حتى نحط بالعدول : ان معاناة الأردن و دول الخليج كبيرة من استهدافها بالغزو المخدراتي المتواصل والذي يهدد أمنها القومي والاجتماعي ويستهدف أجيال مجتمعاتها بنتائج المخدرات غير الخافية على أحد.
والأردن هو من أكثر الدول معاناة من المخدرات والحبوب المخدرة ذات التصنيع والمصدر السوري، وعمل كل جهوده الذاتية وبالتعاون من صداقاته الدولية لقمع هذه التجارة وغير قواعد الاشتباك على حدوده الشمالية أكثر من مرة.. لكن دون أي نتيجة في القضاء على هذا الاستهداف المخدراتي من قبل النظام السوري و الميليشيات الإيرانية بما فيها حزب الله اللبناني العاملة في هذه التجارة، و لها الباع الأكبر فيها مستخدمين كافة الوسائل وطرق التموية لتهريبها من مصدرها إلى سوق الدولة المستهدفه بما فيها الطائرات المسيرة التي اجتاحت حدود الأردن لنقل ورمي شحنتها من المخدرات والأسلحة كما أعلن الأردن نفسه.
والعجيب الغريب أن يستهدف الأردن في صباحية يوم عقد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية بشحنة مخدرات وكأنها رسالة موجهه لهم تقول : المخدرات مصدر دخل كبير لنا ويساعدنا على الاستمرار وتمويل نظامنا بمليارات الدولارات سنويا و لن نستغني عنها دون مقابل و موازي أكبر من عائداتها و بالطبع لن يستغني عنها.
أما بالنسبة لتصريح الوزير أيمن الصفدي للـ “C N N” حول امكانية قيام الأردن بعملية عسكرية داخل سورية في حال فشل النظام الإيفاء بالتزاماته، يبقى في مجال التهديد والتلويح بالقوة ولن يجدي.. ولقد هدد الأردن سابقا بملاحقة تجار المخدرات وعصاباتها لداخل السورية ولم يحصل ذلك بعمل عسكري مباشر يأخذ صداه بالقضاء على الخطر الداهم و المتواصل.
ولا أظن الأردن قادر على تنفيذ هذا التهديد ولن يقوم به ، وأقسى ما يمكنه القيام به في حال اكتشافه لجماعات تهريب المخدرات على حدوده أو على مقربة منها هو التعامل الناري معها على أن لا تتجاوز القوى المتعاملة الحدود.يبقى ما قاله الوزير أيمن الصفدي تهديد ووعيد وهو غير قابل للتطبيق على الأرض وأتمنى أن لا يصل الأردن لمرحلة العاجز وغير القادر على دفع الخطر العاصف بمجتمعه من الشمال حيث يستهدف مخدراتيا وأمنيا لدمار مجتمعه وشعبه، وما راح نقول فول حتى نحط بالعدول.