ثقافة

نحن من سيعود.. ولن يطول الغياب


بقلم: عبد الكريم محمد
لم يشهد التاريخ الحديث مصيبة أكبرمن مصيبة الشعب السوري.. حتى دفعت عظم المصيبة برسائل الداخل تحت شعار “النصيحة للاجئين في الخارج”، لا تعودوا فنحن من يريد الرحيل!

فقد تحولت البلاد غولاً، بفضل ما قدمه التاتار والمغول الجدد.. كنا نقدم الاحتجاج تلو الآخر على أهلينا، لماذا تركتم بلادنا “فلسطين”، ورحلتم إلى شرق النهر..

اليوم اسقط من يدنا السؤال، وعشنا ما هو أسوأ مما عاشه أهلينا، قبل أكثر من سبعين عاماً.. خاصة وأن نية الرحيل أصبحت هاجسنا.. اليوم بتنا ندرك، ما معنى أن تخرج من جوفك أفاعي الكوبرا، لتلتقط أرواح من تصلها أنيابها لتبثه سمومها..

اليوم أدركنا نحن قبائل وشعوب وأمم، لا يجمع بيننا رابط، وما الوطنية إلا كذبة يستظل بها الضحاياً، بحثاً عن السلامة ما أمكنهم ذلك..
اليوم أصبحت نية الرحيل بعيداً عن القتلة، توازي حبنا للحياة بعد أن كرهنا جزءاً من لحظاتها..

بل اليوم من حقنا الاعتراف، أننا لم نتجمل قراءة التاريخ جيداً ف”عدو جدك لن يودك”، بعضنا كان مغفلاً والبعض الآخر كان يعض بالنواجذ على الجراح..

وحفنة على الدوام تعيش على جنبات البسطة على بوابة السوق، لتبيع كل شيء، حتى ولو وصل الأمر عندهم التجارة بأعراضهم..
لم يعد للتسويف والانتظار مكاناً، فلا نامت أعين الجبناء..

كل من معهم ليس منا، ولا يمت لنا بصلة.. فقد باتت الأيام قفراً، لكن سيف أبي لهب بدأ يغزوه الصدأ.. والأهم من ذلك بكثير، أن الأيام دول يوم لك ويوم عليك..

تذكر يا من كنت صاحبي هذا الكلام، لم يعد متسعاً للوقت حتى ننتظر حفنة من السنين.