آراء

مقتل هنية شرط الشروع للتسوية في الشرق الأوسط

بقلم: إياد مصطفى
لم يكن اغتيال أو هانية مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس مفاجئة للكثير من القيادات الإيرانية أو حتى العربية، بل والفلسطينية وقد تكون أيضاً الحمساوية من بين الحشد الغفير، الذي يمارس كل الموبقات حتى الثمالة..

خاصة وأن كل ما سمعنا من خطابات وشعارات وتهديدات بالحروب غير المسقفة، كانت تخضع لما يجري خلف الأكمة، أو في الردهات الفارهة وفي الغرف المظلمة في كل العواصم التي تجد بنفسها أنها معنية بالصراع العربي أو الإسلامي وحتى الدولي..

المهم أن مقتل هانية أو دماء هانية كانت العربون للتوصل إلى اتفاقيات مسخة، لكن المصيبة تكمن بأن كل القيادة الإيرانية السياسية والأمنية وأخوة أبو العبد المغدور وغيرهم وغيرهم، يدركون الحقيقة إلا أبو العبد المغدور، لينطبق عليه المثل، أن الرجال أو إذا شئت الأزواج آخر من يعلمون.

فالحقيقة أن غالبية الشعب الفلسطيني باتوا يدركون، وحتى بعض منتسبي حزب الله اللبناني وجمهوره، أن الاتفاقيات الأمنية قد وقعت، ولم يبق إلا الشروع بتنفيذ التصفيات للكثير من الشخصيات والكوادر الذين يعتبرون الأخطر داخل هذه الأحزاب..

وأن القوائم أصبحت في متناول الكثير من القتلة على مساحة هذا العالم المهووس بالكذب والانتصارات الوهمية.

بدورنا ننتظر، الكشف عن كل الاغتيالات التي حصلت والتي ستأتي تباعاً، بما في ذلك مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هانية والمئات ممن سبقهم، لأن الصمت والتحفظ وعدم الكشف عن القتلة، سيؤدي إلى الحروب الأخطر في المنطقة.. التي على ما يبدو، ستأخذ شكلاً دينياً وطائفياً لتعرج على ما هو وطني وقومي..

والأيام القادمة وحدها ستجيب على كل المؤامرات عند السني والشيعي على حد سواء.. دون أن نغفل أن القرابين مفضوحة ومكشوفة، ولا يمكن لأحد أن يصدق أن ما يجري بريئاً على الإطلاق.. وأن ثمة أجهزة أمنية تدير العملية، رغم غبائها وتخلفها.