آراء

متى يصبح الرجل جباناً؟

بقلم: إياد مصطفى
ذات يوم كنا نجلس بديوان رجل مسن، رجل يحب المشافهة الصادقة.. رجل شجاع من ذاك الزمان الذي كان مفعماً بالرجولة والكرامة.. بعيداً عن حسابات الربح والخسارة.. بل دفاعاً عن الحق والعدل وانتصاراً للملهوف والمظلوم لا أكثر..

دون مقدمات أو سابق إنذار، سأله أحد الحضور، متى يصبح الرجل جباناً يا عم؟

من دون مقدمات أو كثير من الانتظار، قال عندما تبني خربوشاً يسميه البعض بيتاً أو حتى قصراً تصبح أجبن وأنذل الناس، بل ويسهل عليك الهوان، حتى لو انتهكت محارمك..

ولو كان العرب في ذاك الماضي العظيم التليد يمتلكون الخشش والخرابيش، لما كنا نعيش في هذه البلاد يا بني.. لا حظ أن النظم العربية أو المستفيدين من هذه النظم يرضون الخيانة والدياثة، أي الفاحشة بأهلهم وأبناء جلدتهم، والسبب خوفهم على ما يسمى بالسلطة والملك والقصور والخرابيش والخشش..

يا بني أشجع الناس هو الذي يؤمن يقيناً، بأن الملك والرزق كله من عند الله، ويزداد ذلك بقناعته القائلة من مات دون ماله أو عرضه فهو شهيد، دون أن ينظر لعقيدة هذا الميت ولدينه أو مذهبه أو عقيدته وعرقه ونسبه..

يا بني اليوم نعلنها أننا أمة جبانة نذله، وأن أولياء أمورنا قوادين يقودون جيوشاً منكم أي من أصلابكم مهمتها وديدنها الغدر والدسيسة.. يا بني مدعي الإيمان فينا هو شيخ الرذيلة والمفتي والملك والرئيس قواد وليس قائد هذه الأمة، وسراق وجواسيس وزناة ليل لا أكثر..

لعنة الله على السلفية والوسطية والصوفية والشيعة والسنة والخوارج والمرجئة والمعتزلة والأزارقة والأصافرة وعلى من يسمون بالأئمة أجمعين…ألخ. وعلى كل المسميات، لأنها لا تساوي في الميزان موقفاً للحظة رجولة عند رجل شجاع يمتلك زمام أمره.. وأشلاء الأطفال في غزة والضفة وفلسطين والجنوب وبيروت ولبنان تغطي وجه الأرض.

بئس الأمة التي تنادي بالمبادئ وهي تفتقدها منذ أمد بعيد، قد لا نعرف له رقماً أو تاريخاً لذاك الأمد، بئس الأمة التي رضعت الذل والخنوع والخيانة والدياثة من المهد حتى اللحد.

اترك تعليقاً