آراء

متى تصبح الخيانة بحثاً عن الرزق الحلال؟!

بقلم: عبير شهابي

اليوم تطالعنا وسائل الإعلام والمعرفات ووسائل التواصل، عن البطولات التي تقوم بها أجهزة المخابرات العربية في إلقاء القبض على الجواسيس، الذين يتعاملون مع العدو الصهيوني..

بل أكثر من ذلك تلك التسريبات التي تحاول إيهامنا أو إقناعنا، بقوة الأجهزة الأمنية والتقنيات المرنة التي تتحلى بها في متابعة هؤلاء الجواسيس.. دون أن تعلم هذه الأجهزة أنها هي من قام أصلاً لحماية الجواسيس.. سيما وأن الأمون جميعها ترفض الوطنية، لتصب في خدمة العالمية تحت العناوين الكاذبة والمعروفة.. 

أما متى تصبح الخيانة بحثاً عن الرزق؟

فالقضية لا تحتاج لشديد عناء أو وقفة تأمل طويلة، خاصة وأن الكل يدرك أن كل الأنظمة العربية بلا استثناء، تعيّن من الخارج وإسرائيل هي من يوقع على تعيين شخوصها جميعاً بلا استثناء.. أكثر من ذلك أن الكل يعي، أن هذا النظام العربي وغالبية أحزابه، قام منذ البداية على أساس متراجحة الجامعة العربية بالشراكة مع إسرائيل باعتبارها حجر الزاوية بالمنظومة الأمنية الإقليمية..

هذه الحقائق بات يعرفها القاصي والداني، الفقير والغني، المتعلم والأمي بفعل مراكمة المشافهة في المجالس، أن الكل عملاء وجواسيس.. وأي نظام يقوم أو يستمر لبضعة أيام، عليه أن يوقع على الصفحة الذهبية بالنسبة للخارج وصفحة العار بالنسبة لنا..

ليس من حق أحد أن يلقي التهم أو يعيّر أحداً، فالذي ينتظر كتاب الدعم والتعيين من الخارج عليه أن يتذكر مقولة ” أمي شافت أمك بماخور الدعارة.. سأله الآخر ومن أتى بأمك إلى الماخور”.. 

نحن نقول بالتأكيد، لم تأت لتحاضر بخطاب العفة وتعاليم الشريعة السمحاء، التي ترفض العمل بالمواخير.. بل جاءت كمتقاعدة ومتخصصة في تعليم الأجيال الصاعدة العمل بالمواخير.

والسؤال الآخر، هل يقع عليَّ إثم إذا عيَّرت أحدًا بمثل ما يعيرني ؟ 

لا يا صاحبي قل بالرجل بما فيه، فالتقية سلوك الجبناء والخائرين، وتذكر أن ناقل الكفر ليس بكافر، وأن من يسرق أرزاق الناس ليبقيها تزحف على بطونها الخاوية هو الجاسوس الأكبر.. ومن يذبح شعب سورية من الوريد إلى الوريد ويهجر أهلها، ويجعل منها مصنعاً للبكتاغون وماخوراً للدعارة، هو الجاسوس والمجرم والإرهابي.. ولا فرق بين ياقة العنق والعمامة، فكل هذا جزء من عدة الشغل.