آراء

ما يجري في مدينة درعا البلد.. محاولات النظام لادخالها بأتون حرب أهلية من ذات الطبيعة الواحدة

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي

ما يجري في درعا البلد بصراحة أمور متداخلة، وما زاد بالطين بلة تفجير مضافة الأبازيد واستشهاد أربعة ممن كان فيها وجرح غيرهم بجروح متفاوتة ( تقبلهم الله و رحمهم و شافى الجرحى )..

وهم ممن لا علاقة لهم فعليا بالسلاح ولا باستخدامه، لكن كانوا مدعوين لسهرة عادية كما يجري في معظم مضافات حوران.. وحول الفاعل ظهرت روايات مختلفة، فمنها رواية بأن الفاعل انتحاري فجر نفسه بحزام ناسف تلميحا مباشرا لفعل داعشي كما هو متعارف عليه.

ورواية أخرى تقول، بانها عبوة ناسفة كانت تصنع؛ وهذه رواية رد فعل لمن توجهت عليهم التهمة ودائرة الإتهام ، وهناك مطالب شعبية في درعا البلد لكشف حقيقة ما جرى وان كان هناك انتحاري وبقي منه جزء من جسده فاين هو ؟

بكل الأحوال الحقيقة مغيبة وغير معروفة ولا توجد مؤسسة قضائية وقانونية تكشف ما جرى وهناك تلعب الحمية والعصبية العشائرية دورها في عملية الضبط المجتمعي، ولكن إذا أردنا معرفة الفاعل علينا معرفة لمصلحة من تكون نتيجة الفعل.

رأس درعا مطلوب منذ شهدت انطلاق الثورة وكانت مهدها ، وعليها تحطمت كل محاولات النظام الطائفي المجرم “العسكرية و الأمنية” لإخماد شعلة الثورة فيها، و مازلت قلعة ثورية عصية عليه، لذا عمل على تجنيد بعض ضعاف النفوس و جندهم في مجموعاته الأمنية..

بالإضافة للعملاء والجواسيس والمرتبطين به، فبعد فشله في النيل من درعا البلد خاصة وحوران عامة، يسعى لنشر الفتن و الاقتتال الداخلي لعله يتمكن من إضعاف الجميع مما يهيئ له المجال واسعا لإنقضاض عليهم والخلاص منهم جميعا، بمن فيهم من خرجوا عن طاعته وسلطته يوما ما وجندهم بعد ٢٠١٨ في مجموعاته الأمنية.

لذا لا أستبعد كما غيري بأن يكون النظام الطائفي القاتل، هو من يقف وراء تفجير درعا البلد لإشعال فتنة داخلية تريق الكثير من الدماء وتضعف جميع من وقف ومازال يقف ضده، و الخسارة من كيس ( جيب) الجميع – كما يقال في حوران- وهو الرابح الوحيد.

وهو يردد في قرارة نفسه قائلا : (فليقتتل أعدائه وليذهبوا إلى الجحيم )، فكل ما يجري في درعا البلد لمصلحة النظام الطائفي القاتل المجرم؛ أما أهلنا فيها للأسف سيدفعوا مزيدا من فاتورة الدم كونهم رفعوا شعار الحرية والكرامة ومن أرضهم تفجرت الثورة السورية.

أما بالنسبة لأطراف الصراع الدموي حاليا فهم:
الطرف الأول: مجموعة ابو عمر ابازيد ومن التف حولها على أثر ما جرى في مضافة الأبازيد، مجموعة الكسم تابعة للأمن العسكري، مجموعة عماد أبو زريق تابعة للأمن العسكري، اللواء الثامن كان تابعا لروسيا وحاليا رواتبه ودعمه اللوجستي من الأمن العسكري، أي غالبيتهم يحسبون على النظام الطائفي القاتل المجرم.

الطرف الثاني : من يطلق عليهم مجموعة الهفو وابو طعجة، والتي توجه لهم من قبل البعض تهم، تارة دواعش وتارة زعران و تاره حشاشين.. واذكر هنا بانها كلها تهم، وهناك أعداد كبيرة من الثوار والأحرار، لم يصالحوا ولم يجروا اي تسوية مع النظام وبقوا على خطهم الثوري ومقاتلة النظام.

هنا أذكر البعض مرددا من الطرف الأول دون ان أؤكده وهو بأن هناك ٣٠ داعشي قدم من الشمال لدرعا و منهم من فجر المضافة، و السؤال كيف قدموا وكافة الطرق تحت سيطرة النظام ؟

وماذا سيعمل هؤلاء في مدينة وغالبية أهلها عركتهم الثورة والصراع المسلح طيلة السنوات الماضية، و لماذا لم تستهدفوهم هم بالذات مباشرة دون افتعال فتنة تفت بعضد الثورة ؟!!!!

نعم لقد اصطنع النظام أذرع قذرة له وهو الذي يخطط لهم ويحرك احداث الفتنة بين أبناء حوران ودرعا ويضع برنامج وجدول باسماء الثوار والأحرار وحتى المتعاونيين معه واحترقت أوراقهم لاغتيالهم والخلاص منهم، هذه الأذرع يجب ملاحقتها والخلاص من شرورها، ولكن من خلال عدم خلط الحابل بالنابل !!!

أي أن هناك مازال في حوران ثوار وأحرار وابطال يقارعون النظام ولن يكفوا عن أعمالهم الثورية حتى القضاء على النظام وعصابته الحاكمة المجرمة، وهذا لا يعني بذريعة أذرع النظام وأدواته القذرة ان نؤلب الحاضنة الشعبية والثورية على الثوار والأحرار للإنقضاض عليهم والخلاص منهم؛ وجعل المحافظة ميدانا رحبا لميليشيا النظام لتفرض سيطرتها وقبضتها عليها بعد ان اصبحت سلطتها هشة وشكلية ولا وجود لها في المدن والبلدات إلا بالاسم فقط، بينما هي حقيقة خارج سيطرتها الفعلية.

وهنا نطالب الأهل في درعا البلد لتحكيم العقل، وعدم تأجيج الأوضاع والسعي لكشف حقيقة ما جرى بالدليل القاطع.. ومحاسبة مرتكب الجريمة ومن خطط له والقصاص منهم جراء ما أقترفته أيديهم.

فكل ما يجري يصب في مصلحة النظام الطائفي المجرم، وهو المسؤول عن كل ما جرى من خراب ودمار وقتل واعتقال، وهو الذي يسعى لتدمير وجرف طريق السد و المخيم بشكل نهائي كونه كان خط الدفاع الأول و رئة درعا البلد و أبطاله مشهود لهم ما قدموا ومازالوا يقدمون في سبيل انتصار الثورة، و لا تستمعوا لمن يصب الزيت على النار نافخا بنيران الفتنة لتحرق الجميع.

حماك الله درعا ورحم الشهداء وعافى الجرحى وخلصنا من العملاء ومن باعوا ضميرهم بأثمان بخسة، ومن يسعى لصبغ المنطقة بداعش يخدم النظام من حيث يدري او لا يدري الذي يمهد لإكتساح المحافظة والجنوب بذريعة داعش و دعشنتها.