بقلم: عبد الكريم محمد
كل العرب بلا استثناء، صغيرهم مع كبيرهم، يردد السؤال الممض الذي يحمل الآلام تلو الآلام، باعتباره مدعاة للفجيعة والحزن الذي لا يفارقهم..
والذي يقول، ما الذي جعل الأمة العربية في الدرك الأسفل بين الشعوب؟!
حقيقة العرب لم يكونوا يوماً أقوياء على الإطلاق، إلا ما ندر.. وهنا لست بحاجة لآنبش التاريخ العربي، كمن ينبش أو يحفر بكومة من القمامة المغطات بمرج أخضر، لكي تستخدم سماداً طبيعياً أو عضوياً كما يحب البعض تسميتها بعد سنوات..
لكن الإجابات كافية ووافية، وهي أكثر من أن تعد وتحصى، أهمها أنهم يفتقدون لمفهوم الوطن والمواطنة، استناداً إلى مقولات ليس لها ما يؤصلها واقعاً فكرياً أو عقيدياً.. هذه المقولات أحدثت حالة من الثقافة التي لا تجد بالأرض ذات قيمة، ولا بالمواطنة معياراً قيمياً..
الأمر الذي جعلهم عرضة للغزو على الدوام، من كل شذاذ الآفاق على هذه الأرض واللصوص والطامعين، وجعل منهم مطية يمتطيها، صاحب أول سيف قد يصلهم أو حتى قيد وسياط قد يقيّدهم به، ليجلدهم بديارهم كما يحب ويحلو له.
والعنوان الأساسي ” اليد التي لا تقوى عليها قبلها وادع عليها بالقطع”، وكأنه بذلك قد وجد الحل الأمثل للقضية “المصيبة”، مُنطلقاً من أن الله سيستجيب له فور انتهاءه من دعائه، تماماً كما اليهود الذي يرون في الذات الإلهية بأنها في خدمتهم وحدهم، ودون ذلك كل من على وجه الأرض أغياراً.
والأهم من هذا، أن المناخ خصب عند العقول الصحراوية والنفوس الدنيئة، ليتم زراعة الخونة والجواسيس والمتآمرين في صفوفهم، والقضية لا تكلف الكثير من العناء، إما التقرب بالنساء والزيجات الرخيصة العابثة لنصبح بعدها أخوالاً، أو بالولائم وإشباع البطون، والأمثلة أيضاً أكثر من أن تعد وتحصى..
كل هذه المقدمات المملة بعض الشيء، لأصل بيسر إلى بيت القصيد، أن العرب منذ أول التاريخ وحتى يومنا الذي نعيش مرارته، يحكمون بالدسيسة من الخارج، ليكتب عن هؤلاء الجواسيس بأنهم قيادة الأمة وعظمائها..
بل ليقال عنهم ولاة أمورها، وكأن البشرية محكومة بولي الأمر، الذي لا يعرف للقيم والأخلاق مكاناً ولا يقيم لكل ما مقدس بين الشعوب شأناً.