آراء

لا حياة في سورية مع القتلة والمجرمين

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي

بهكذا عقول وصلت سورية لما هي فيه، فذهنية مسؤوليها العامة معفنة وفاسدة وخارج الصلاحية، ولو أردنا مناقشة وزير التربية حول ما صرح به لسألناه، ولماذا يهاجر الأطباء لألمانيا ؟

حيث تتوفر لهم جميع متطلبات الحياة الكريمة و رواتبهم لا تقل عن مئة ألف ليرة، ليرة تنطح ليرة مع رخص كبير في الأسعار ( فالفروج البروستد بس ب ٣٣ ألف ليرة ) !!!

صحيح بأن سنوات تحصيل الطب طويلة وشاقة وتتجاوز ١٢ سنة ولكن بالمقابل قام النظام الطائفي المجرم بهدر أعمار وسنوات وأيام السوريين، ومن بقي تحت سيطرته من فئة الشباب و ملزم بالخدمة العسكرية اقتطع من سنوات عمرهم زهرة شبابهم و أدى بأكثرهم للهلاك في مواجهة الشعب السوري بالحرب التي فرضها عليهم و استخدم هؤلاء وقودا لحربه، و من نجا منهم اقتطع خمس أو سدس عمره في خدمة الأهبل وللحفاظ على كرسي حكمه.

ومنهم من خدم ١٣ سنة ما بين إجباري وإحتياط ليجد نفسه بعد هذه الخدمة الطويلة صفر اليدين في مهب ريح الفقر والعوز وعملية العودة لبناء نفسه والذي لن يتمكنه تحقيقها، بينما من يخدم مثيلها في الأردن (الجارة ضعيفة الإمكانيات و الموارد ) يتقاعد و يحصل على راتب تقاعدي يوفر له الحياة الكريمة وهو في ذروة شبابه.

طبعا الأفضل أن يبقى الأطباء في بلدهم و يخدموه مثل المهنيين تماما، و لكن من قال لك يا وزير التربية بأن المهنيين متشبثون بالبقاء في سورية ما دام النظام الطائفي القاتل موجودا، فالكل يبحث في إطار الحلول الفردية للنجاة من الجهنم السورية عن طريق الهجرة ومغادرتها ولو أدى ذلك لبيع كل ما يملك، بما فيها البلاطة وما تحتها وما جاورها وما عليها.. و إذا أردت الدليل أذهب لفروع الهجرة والجوازات وشاهد بعينك الإقبال عليها للحصول على جوازات السفر.

و لعل هذه الفروع هي المؤسسات الحكومية الأكثر ارتيادا بإقبال وسعي حثيث ورغبة لدى السوريين للحصول على جواز الخلاص من نيران الفرن السوري، الذي يشويهم على مدار الساعة، و لسان حالهم يقول لمن يتمكن من السفر والمغادرة :مادام بشار القاتل الطائفي المقيت كلنا لاحقينك.. أما أبناء طائفته يقولون لمن يغادر : “مادام الفاشل ابن صيلاح الجديد موجود أفينا نعيش ولاحقينك”.

و بالعودة لمقولة وزير التربية على فرض بقاء من يحصلون على شهادات المعاهد المهنية في سورية، هل أمنتم لهم فرض العمل لزجهم في سوقه أم تعتمدوا على التواكيل؟

وهل هناك مصانع تعمل في سورية غير مصنع الحديد و التعدين برعاية الفرقة الرابعة وإدارتها الذي ازدهر على تعفيش بيوت السوريين من تعفيش شرطان الكهرباء و سحبها من الجدران إلى تكسير المباني و هدمها لتعفيش حديدها و بيعها ؟!!!

طبعا نسيت ذكر مصانع و معامل وورش المخدرات، التي ازدهرت بشكل كبير جدا للدرجة التي تحولت سورية في ظل النظام الطائفي القاتل المجرم من أوائل الدول المافيوية التي تنتج وتهرب السموم القاتلة للمحيط الإقليمي والعالم.
رباط السالفة كما يقول العراقيون : لن تكون في سورية حياة طبيعية للسوريين مهما كان اختصاصهم وعملهم مادام النظام الطائفي القاتل المجرم موجودا.