ثقافة

لا تقم أفراحك على بقايانا

بقلم: عبد الكريم محمد

لا تمني النفس بتوزيع الأقدار.. بعد أن خوت من أهلها الديار.. وغطت الظلمة بوحشتها الأماني.. لتحوّل الكينونة لخيوط من سراب.

لا توزع حزنك، فللحزن الرتيب مع الشوق طعم الترياق.. وموسيقى الوداع كمن يعيش زمنين؛ وثالث ينتظر البعث من تحت القبور.. 

بحثاً عن ما كان يسمى بالأمس الثغور.

لا تبحث عن شيء يا صاح، فقد أصبحت البلاد ذاك المراح.. يعبث بها المارقون والقادمون من الشرق، يقيمون أفراحهم على بقايا الجثث والذكريات مع الغانيات وأولاد السفاح.. 

خذ برهة من الراحة على جنبات الغروب، لعل الغياب ينجب لك شموساً بعد ذاك الغياب.. خذ ما خلفه الدهر من حطب، لتستمد الدفء من بقايا حفر النار..

 وتذكر بأنها بقايا إرثك.. وما ملكت الأيدي وعشقت الأنفس لحظة الغفوة.. لتتحول رجماًً مهجوراً على شاكلة العيش بين الدواثر من القبور، عبثاً.. كما النافخ في الصور ليخرج الموتى من تحت الركام.