بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
جاءت الإجابة على لسان وزير الخارجية و الذي من المفترض نظريا أن يكون صانع السياسة الخارجية حيث قال:
( يدعي أردوغان بأنه يريد إنشاء منطقة آمنة لكي يعيد السوريين إليها، و لكن السؤال من هم هؤلاء السوريين ؟
فيجيب بأنهم : ( هم العصابات الإجرامية التي تربت في كنف الأردوغانية و يريدون توطينها بمنطفة آمنة كما يدعون ( يقصد أردوغان و جماعته ) بعمق ٣٠ كم ).
إذن اللاجئين و النازحين بنظر النظام الطائفي القاتل المجرم، هم عصابات إجرامية تربت في حضن أردوغان، الذي رباها و رعاها أشرف عليها و سلحها و جعلها إجرامية ممتهنة للإجرام وتمارسه، نعم هكذا هي رؤيتهم لتسعة ملايين سوري فروا من بيوتهم وقراهم و بلداتهم ووطنهم للنجاة من سياسة الأرض المحروقة، حيث أحاطتهم القذائف والنيران من كل الجهات ومن فوقهم وتحتهم بل وحتى من الهواء الذي يتنفسونه ولوث بالكيماوي والغازات السامة مما دفعهم للفرار لعلهم ينقذون حياتهم و حياة أولادهم من بحر الدماء غير المنتهي الذي صنعه النظام الطائفي القاتل المجرم بكل وحشية.
و لكن لماذا وصفهم فيصل المقداد وزير خارجية النظام هكذا في اللجنة الروسية السورية لإعادة اللاجئين ؟
لأنه كما قال : ( نحن بحاجة إلى الوقوف إلى منع المزيد من اللاجئين ، من المعاناة التي تعرض لها اللاجئون الأخرون ، في كل أعتداء تقوم به الدولة التركية الآن نظام أردوغان على سورية ينزح المئات أن لم نقل الآلاف من مناطق إقامتهم الحالية ).
ومن كلامه نستشف المتاجرة و المزاودة بملف نصف الشعب السوري الذين فروا من الموت المحيط بهم جزاء الإجرام والقتل الوحشي للنظام وعصاباته الإجرامية على غرار مجزرة التضامن و خنق الأهالي بأسلحته الكيماوي كما حدث في المعضمية و دوما و غيرها، و تسخير معاناتهم لتعزيز موقف سياسي جراء العملية التركية المرتقبة في الشمال السوري وحشد روسيا وغيرها من الدول للوقوف ضدها والتي تهدف كما أعلنت تركيا لإقامة منطقة آمنة تستوعب أعداد كبيرة من اللاجئين الذي فروا بجلودهم طلبا للنجاة من وحشية وإجرام النظام الطائفي القاتل المجرم، ولقد وصف المقداد هذه المنطقة بقوله :
( وهذه المنطقة وهي الأهم من ناحية الزراعة، و لكن السؤال ليس بالبعد الاقتصادي بل بالبعد الانساني و برسم المنظمات الإنسانية، كيف لهؤلاء ان يقيموا على أرض الغير، نحن ( متحدثا باسم النظام الطائفي القاتل المجرم ) نقول عودوا إلى منازلكم وأماكن سكناكم إلى مدنكم و قراكم )
و بالمقابل يدعوهم أن : ( لا يقيموا في مناطق أخرى على حساب الآخرين )، و لكن المقداد تناسى بأن جلب كل حثالات الأرض لقتلهم و تشريدهم من ديارهم و قراهم و بلداتهم.
ولكن السؤال الذي يتبادل للذهن و من يقيم في مناطق أخرى ما توصيفه ؟ يجب وزير خارجية النظام قائلا :
( فهذه جريمة يجب أن يعاقب عليها نظام أردوغان و من يدعم نظام أردوغان ).
ولكن إذا ما توسعت في السؤال لأقول : و ماذا عن من شردهم و هجرهم و نزحهم و أجبرهم على ترك منازلهم و كل ما يملكون و مناطقهم ليهيموا دون أي وجهة لعلهم ينجو من الموت المستهدفين به من قبل النظام الطائفي القاتل المجرم وداعميه وجلب مجموعات طائفية من لبنان و العراق وإيران وأفغانستان وباكستان وغيرها وميليشيا فاغنر والروس وغيرهم وجعلهم سيفا مسلطا على رقاب السوريين وجنسهم ليحلوا مكان هؤلاء الذين هجروا و شردوا و نزحوا وليقيموا في بيوتهم ومناطقهم، أليس هذه جريمة الجرائم يا عبقري زمانك ؟!!! و الجريمة التي لم يشهد التاريخ بحدوثها من قبل !!!!
ونعود للحل كما طرحه المقداد وهو : ( و أنا أدعو كل البلدان و خاصة القريبة منا أن تمارس سياسة ضبط النفس و ان لا تدعم عذابات السوريين و أن لا تدعم منطقة آمنة و أن لا تدعم إقامة مدن جديدة مخصصة للزراعة و لإقامة أهلها عليها و ليس لإقامة الآخرين على هذه المساحات الطيبة من أرضنا الطيبة في الجمهوريةالعربية السورية ).
وبالمقابل يحق لنا أن نتسأل ما هو موقف السوريين من عودتهم ؟ السوريون جميعا (لاجئون ونازحون ) ينظرون ليوم عودتهم و كأنه يوم مولدهم الجديد و يتطلعون إليه بغاية الشوق و الاندفاع و الحماسة فهي الأمنية التي طال انتظارها، ولكن عندما تتوفر البيئة الآمنة المطمئنة لعودتهم والتي لن تتوفر إلا بالخلاص من النظام الطائفي القاتل المجرم وداعميه، وقالوها في مظاهراتهم و جميع أنشطتهم وفعالياتهم السياسية والاجتماعية بما يمكن تلخيصة ب ( لا عودة والنظام الطائفي القاتل المجرم قائم، لا عودة و العصابة القاتلة المجرمة تتحكم بالبلد، نعود عندما تتوفر البيئة الآمنة لعودتنا، وقالوها أيضا بلغتهم الشعبية : ما منعود و ابن الحرام موجود ).
ولقد أجمع السوريون بغالبيهم بما فيها قواهم الحية الوطنية المقاتلة بما فيهم جيش التحرير الشعبي والثوار والأحرار بأن المناخ المناسب لعودة اللاجئين وحل جميع مشاكل سورية هو إقامة دولة الوطن والمواطن والقانون والخلاصة من دويلة المزرعة والعصابة القاتلة المجرمة ومن يدعمها .