أعلنت مؤسسة “كهرباء لبنان”، توقف التغذية بالتيار الكهربائي كليا على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية في لبنان كالمطار ومرفأ بيروت والسجون.
وأوضحت المؤسسة في بيان لها، أن “التوقف جاء بسبب “الخروج القسري” لآخر مجموعة إنتاجية لمعمل (الزهراني) متبقية على الشبكة الكهربائية عن الخدمة بالكامل، جراء نفاد خزين المعمل من الوقود المستخدم لإنتاج الكهرباء بالكامل، وفقا لموقع “لبنان 24”.
وأشارت إلى أنها “استنفدت جميع الإجراءات الاحترازية الممكنة من أجل إطالة فترة إنتاج الطاقة في ظل الظروف الحالية المختلفة”.
وتابعت المؤسسة أنها “ستقوم مجددا بإعادة تشغيل المجموعات التي وضعت خارج الخدمة قسريا، بما يتجانس مع الخزين الذي سيتوفر لديها بعد تأمين مادة الغاز أويل لصالحها”.
وفي أول تعليق منه على الأزمة، أكد المدير العام للطيران المدني في مطار بيروت، فادي الحسن، أن “المطار يُؤمّن الطاقة الكهربائية حاليا من المولدات، ونأمل ألا تطول الأزمة”، وفقا لصحيفة “النهار” اللبنانية.
وردا على سؤال حول خطر العتمة في المطار خلال الساعات المقبلة، قال الحسن: “لا أريد استباق الأمور، ولا أعتقد أن الأزمة ستبقى على ما هي عليها”.
ومن جهته قال رجا علي، المستشار السابق لوزير الطاقة والموارد المائية في حكومة رئيس الوزراء اللبناني السابق، حسن دياب، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”، أمس الجمعة، إن لبنان قد يواجه انقطاعا كاملا للكهرباء في الأيام المقبلة، بسبب نفاد احتياطيات الوقود في البلاد.
وأوضح علي: “احتمال انقطاع التيار الكهربائي حقيقي كل يوم، وهذه ليست المرة الأولى، إذ أن شبكة الكهرباء في لبنان هشة للغاية، والطلب مرتفع”.
ولفت إلى أن محطتين فقط لتوليد الطاقة في لبنان – دير عمار والزهراني – تعملان حاليا، وتوفران ما يصل إلى 70% من كهرباء البلاد، مضيفا أن كليهما تعملان بوقود الديزل، لكن البلاد نفدت احتياطياتها”، متابعا أنه “في العديد من المناطق، بما في ذلك أجزاء من العاصمة، تقتصر الكهرباء التي توفرها الحكومة على ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط في اليوم”.
وأضاف رجا علي: “في الوقت الحاضر، تعمل محطة الزهراني فقط، مما يعني أنه بحلول غد السبت، قد لا تكون هناك كهرباء مقدمة من الدولة على الإطلاق”.
كما أشار علي إلى أن “وزارة الطاقة اللبنانية توصلت إلى اتفاق مع العراق لتزويد البلاد بمليون طن من النفط الخام سنويا، وقد تمت معالجة هذا الخام من قبل طرف ثالث وتحويله إلى وقود ديزل للبنان”.
وفشلت وزارة الطاقة اللبنانية في دفع ثمن النفط الخام للعراق، مما أدى إلى تعليق الإمدادات، ومن المفترض أن تبدأ شركة الطاقة اللبنانية اعتبارا من شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل في تغطية هذه التكاليف.
وكإجراء مؤقت، ذكر رجا علي في تصريحاته لوكالة “سبوتنيك”، أنه “قد يتم تزويد محطات الطاقة من احتياطيات الوقود لدى الجيش – حوالي 5000 طن – أو من خلال شراء محطة طاقة عائمة، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كم من احتياجات البلاد الإجمالية من الطاقة يمكن أن تلبيها هذه المحطة”.
وفي معرض حديثه عن تهديدات إسرائيل بقصف محطات الطاقة المتبقية في لبنان، في حالة حدوث عملية عسكرية واسعة النطاق، أشار علي إلى أن “هذه التهديدات ليست مؤثرة كما قد تبدو”، نظرا لأن المواطنين اللبنانيين يعتمدون بالفعل على مصادر الطاقة البديلة لمدة 18 إلى 22 ساعة في اليوم، حسب المنطقة، لعدة سنوات”.
وعندما سُئل عن العقبات التي تحول دون حل أزمة الطاقة في البلاد، أجب علي: “الجانب الفني هو الأسهل في الحل، ولن يستغرق استعادة إمدادات الكهرباء على مدار 24 ساعة وقتا طويلا، إذا كانت هناك إرادة سياسية وصنع قرار، ومع ذلك، فإننا نتعامل مع مستويات عالية من الفساد داخل هياكل السلطة في لبنان”.
كما حث المستشار السابق السلطات اللبنانية على النظر في التعاون مع روسيا.
وقال في هذا السياق: “يمكن لروسيا تقديم مساعدة كبيرة في هذا المجال، فهم لديهم تقنيات طاقة متقدمة ومشاريع مبتكرة، وكل هذا يتوقف على رغبة وقرارات القيادة [في لبنان]”.
وظلت أزمة الكهرباء في لبنان دون حل منذ نهاية الحرب الأهلية في أوائل تسعينيات القرن الماضي.
وقبل أن تبدأ الأزمة الاقتصادية في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، تم توفير الكهرباء الحكومية للسكان في مدن ومناطق مختلفة لمدة 12 إلى 18 ساعة في اليوم، وبعد بدء الأزمة، انخفضت ساعات الإمداد إلى ما يصل إلى ساعتين إلى 8 ساعات يوميا.
وعندما نفدت احتياطيات الوقود من الدولة، ولم تتمكن من تحمّل تكاليف الإمدادات الجديدة، شهدت البلاد انقطاعات كاملة للتيار الكهربائي استمرت لأسابيع في كل مرة، وفي ظل هذه الظروف، أصبحت مولدات الديزل هي مصدر الطاقة البديل، إذ ظل أصحابها يضغطون لفترة طويلة ضد حل أزمة الطاقة لحماية مصالحهم التجارية.