آراء

كان مثلاً حياً.. كل الطرق تؤدي إلى روما

بقلم: عبير شهابي
بل كانت التكهنات بالأمس تميل نحو أمريكا، أنها صاحبة العقد والحل والست جهينة البريطانية، التي تمتلك على الدوام الخبر اليقين..

اليوم على ما يبدو كل شيء بدأ يتغير، وأن الأيام باتت دولاً، يوم لك ويومان وأكثر قليلاً عليك.. فهل تعتقدون أن العالم سوف يموت منحنياً عند أقدام الغرب؟

أو سيصطف هذا العالم كما العرب الجبناء على جنبات البيت الأبيض وأبواب البنتاغون الخاوي من الرجولة والخزانة المثقلة بالديون حتى النخاع؟!!..

لقد انتهت حقبة إصدار الأوامر باعتبارها فرمانات ملكية أو سلطانية، وأصبحت مقولة القوة والضعف المعبر الحقيقي عن قيم قانون النسبية.. خاصة وأن العالم بات يمتلك سلاح الردع الذي يؤمن له توازن الرعب بكل قوة واقتدار..

بل لم يعد العالم يدور حول أحد منكم مطلقاً، فأنتم أيها المرضى بنرجسيتكم لا تمثلون قبلة للآخر، الذي اكتشف نقاط ضعفكم وبدأ يهاجم نقاط ضعفكم من مركز قوته..

لن يقوى أحد على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.. بعد أن دقت ساعة الحقيقة إيذاناً بالتغييرالمنشود باعتباره حاجة نهائية لأبناء المعمورة..

خاصة وأنكم لستم صناع السلعة، التي كنتم بالأمس تتحكمون بسعرها ووصولها وشكلها وحجم منفعتها على الآخر.. فلن تقوون بعد الآن على الاحلال محل الأيادي الماهرة في بلاد الله الواسعة.. لتعيدوا زمام الحل والعقد..

وكل ما تقولونه في وسائل إعلامكم مجرد سخافة، بل مجرد أضغاث أحلام ليس إلا، وأن من يمتل ناصية التغيير ومقود القيادة، وحده الذي يقوى على تأمين حاجات البشر جميعاً بعيداً عن التحكم والاستئثار ليس إلا..

في ذات اللحظة الذي سترحلون من خلالها أنتم ومن يحازبكم أو يتحالف معكم إلى مزابل التاريخ..

لكن السؤال الذي لا بد منه، هل مازلتم تعتقدون أن العالم يدور من حولكم، بعد أن دخل بالفعل إلى مرحلة تعدد الأقطاب؟

اترك تعليقاً